الخط : إستمع للمقال مع اقتراب شهر رمضان المبارك، يعيش المغاربة على وقع ارتفاع غير مسبوق في أسعار السردين، الذي يعد مكونا أساسيا على موائد الإفطار. وبينما تُعلن السلطات عن إجراءات لضبط الأسعار، تعكس الأوضاع في الأسواق واقعا مختلفا تماما، حيث تشهد المدن الكبرى تفاوتا كبيرا في الأثمان، ما يثير استياء المواطنين ويدعو إلى تحرك سريع للحد من المضاربة. ويُعتبر السردين واحدا من أكثر أنواع الأسماك استهلاكا في المغرب، نظرا لسعره الذي كان في متناول جميع الطبقات الاجتماعية، غير أن التقلبات الأخيرة في السوق جعلت اقتناءه تحديا للكثيرين، خاصة مع تسجيل أسعار تتراوح بين 5 و30 درهما للكيلوغرام، حسب المناطق، رغم أن السعر الرسمي المحدد من طرف الحكومة خلال فترة الراحة البيولوجية يتراوح بين 17 و20 درهما. ورغم تأكيد الحكومة على تعزيز آليات المراقبة والتدخل للحد من ارتفاع الأسعار، إلا أن المضاربة في الأسواق والأسواق السوداء تساهم في استمرار الغلاء، ما يجعل الأسر ذات الدخل المحدود تعاني أكثر في ظل الارتفاع العام في تكلفة المعيشة. ويعزو بعض المهنيين هذا الارتفاع إلى ندرة السردين خلال فترات معينة من السنة، فضلا عن ارتفاع تكاليف الصيد والنقل والتوزيع، كما أن بعض الوسطاء والتجار يستغلون الطلب المتزايد، خاصة في رمضان، لتحقيق أرباح غير مبررة، مما يزيد من تفاقم الأزمة. ويثير هذا الوضع تساؤلات حول فعالية التدابير الحكومية، حيث يرى مواطنون أن تدخل الدولة يجب أن يكون أكثر صرامة لضبط السوق، وضمان وصول السردين إلى المستهلك بأسعار عادلة، بعيدا عن أي شكل من أشكال الاحتكار والتلاعب بالأثمان. ومع استمرار هذا الوضع، يبقى المواطن المغربي في حالة ترقب وقلق، خاصة أن رمضان على الأبواب، وهو الشهر الذي تتضاعف فيه الحاجة إلى اقتناء المنتجات الأساسية بأسعار معقولة. الوسوم ارتفاع الأسعار السردين المغرب