ومكنت مقاتلي البوليساريو من تسجيل نقط خلال الجولة الأولى من معركة الوركزيز يتحمل مسؤوليتها بحسب الخبير العسكري مكاوي الدليمي الذي كان حينها يشغل منصب رئيس الضباط المرافقين للحسن الثاني، والذي كان يميز بين الضباط في ما بينهم ويمنح بعض الفيالق المقربة منه امتياز التسليح اللازم والمناسب ويحرم الفيالق الأخرى غير المحسوبة عليه من الوسائل المناسبة. هذه الأخطاء يستعرضها الضابط الطبجي في كتابه «ضباط صاحب الجلالة» الذي خصص حيزا لمعركة الوركزيز، حيث ألقى بجانب من اللوم على عبروق قائد المنطقة الجنوبية في تلك الفترة واتهمه بالتسبب في الخسائر البشرية التي منيت بها القوات المغربية والتي لحقت بفرقة الزلاقة.
بحسب الطبجي فإن عبروق كان مجرد منفذ لتعليمات الدليمي بطريقة عمياء ودون تفكير، ومقابل ذلك يبرز الطبجي الدور الكبير الذي قام به سلاح المدرعات في المعركة والدور الذي اضطلع به الكولونيل الحرشي الذي سيصبح في ما بعد مديرا للمخابرات العسكرية «لادجيد» في فك العزلة عن القاعدة العسكرية الزاك.
الكولونيل الحرشي استطاع أن يوقع هزيمة بالبوليساريو شرق المسيد. كما يتحدث الطبجي عن نفسه وكيف استطاع أن يتغلب على مقاتلي الجبهة بمنطقة تسمى أم الخال.
الطبجي سيصب جام غضبه على الدليمي بسبب عدم منحه عناصر مدربة تدريبا جيدا بل مجرد فرقة من القوات المساعدة ومن عناصر التحقت حديثا بالجيش المغربي « الباجدة» وبدون وسائل اتصال مناسبة إلى درجة أنه اضطر إلى القيام بعمليات بدون الرجوع إلى القيادة العليا للجيش.
هذا الكلام سيدفع عددا من الضباط ممن شاركوا في هذه المعركة إلى الرد على الطبجي بكونه كان من بين الضباط المحظوظين والمقربين من الدليمي بحكم أنه كان رئيس ديوانه الخاص وكان يتمتع بامتيازات لم تكن تمنح لغيره، وأنه اكتفى في أحد الجبال بالوركزيز بالاختباء داخلها وقطع الاتصال مع باقي الوحدات التي كان يقودها ولم يظهر له أثر إلا بعد أن توقف القصف من جانب البوليساريو.