شدت العاصمة الاقتصادية للمملكة، أمس الخميس واليوم الجمعة، الأنظار وذلك بعد تقديم 25 موقوفا أمام أنظار النيابة العامة، من بينهم رئيس جهة الشرق عبد النبي البعيوي، وسعيد الناصيري، رئيس مجلس عمالة البيضاء، ونادي الوداد البيضاوي، ليقرر قاضي اتحقيق إيداعهم السجن، وتنضاف هذه المحاكمة إلى أشهر المحاكمات التي شهدتها ردهات محكمة الاستئناف بالدار البيضاء. جمع البعيوي بين السياسة والمال، فابن الشرق، انتخب باسم حزب الأصالة والمعاصرة، نائبا برلمانيا عن وجدة خلال الولاية التشريعية 2011 – 2015، ليترأس، بعد ذلك، مجلس جهة الشرق خلال ولاية 2015-2021، ويعاد انتخابه خلال الولاية الحالية. تسلق البعيوي الهياكل التنظيمية لحزب الأصالة والمعاصرة، ليصل إلى المكتب السياسي لحزب الأصالة والمعاصرة، وعضوية اللجنة الوطنية للانتخابات بالحزب كما ترأس البعيوي، الرجل القوي بجهة الشرق، المجلس الإداري لصندوق الاستثمار لجهة الشرق، والرئيس الشرفي لمنتدى الجهات الإفريقية، والكاتب العام لجمعية جهات المغرب، وعضو مكتب الفيدرالية الوطنية للبناء والأشغال العمومية.
بدأت مشاكل ومحن البعيوي تظهر، عندما أدانته غرفة الجنايات الاستئنافية لقسم جرائم الأموال بمحكمة الاستئناف بفاس، سنة 2019، بالسجن النافذ لمدة سنة بتهمة تبديد أموال عمومية. لكن البعيوي سيحصل على البراءة، في هذا الملف، من استئنافية الرباط قسم جرائم الأموال، بعد نقضه من طرف محكمة النقض. استطاع رئيس جهة الشرق ورجل الأعمال أن يبني إمبراطورية في مجال الأشغال العمومية، ونالت شركته بعيوي للأشغال صفقات تشييد الطرق وإصلاح عدد من مقاطع الطرق السيارة، وبناء نفق الرباط، وغيرها من الاشغال الكبرى. في غشت الماضي نشرت جون أفريك مقالا عن اسكوبار الصحراء، الرجل الذي بدأ من نقطة الصفر ثم تحول إلى أشهر بارون للمخدرات، وثري يملك عقارات بروسيا وبوليفيا والبرازيل والمغرب. تقول جون افريك إن اسكوبار الصحراء، وبعد أن بنى إمبراطوريته بالساحل الإفريقي، ودخل مرحلة جديدة من توسيع نفوذه، إذ بدأ يتقرب من منتخب في الشرق، ومسؤولين آخرين في الشمال وفي زاكورة كذلك، سنة 2010، بهدف توزيع للقنب الهندي. تؤكد جون أفريك أن اسكوبار الصحراء، واسمه الحاج أحمد بن إبراهيم، من أم مغربية تتحدر من مدينة وجدة، وأب مالي، استطاع أن يربط علاقات كبيرة بالمغرب، قبل أن ينقلب عليه شركاؤه، وينصبوا له كيمنا أدى إلى اعتقاله وسجنه سنة 2019. وتشدد مصادر أخرى أن هذا المنتخب بالشرق لم يكون سوى عبد النبي البعيوي، رئيس جهة، مضيفة أن المالي لم يستسغ الفخ الذي نصبه له أصدقاء الأمس، وقرر أن ينتقم من الجميع، فخرج مطالبا بفتح تحقيق في موضوع استلاء شخصيات سياسية ورياضية على عقاراته، موجها أصابع الاتهام لناصيري والبعيوي. انطلقت الفرقة الوطنية للشرطة القضائية في أبحاث مطولة لفك لغز هذا الملف المتشابك والمعقد، خاصة وأنه ضم شخصيات من عالم السياسة والأعمال، وتطلب شهورا من البحث المتواصل، لتقرر الفرقة الوطنية، أمس الخميس، إحالة 25 موقوفا على النيابة العامة، التي التمست من قاضي التحقيق إيداع المتهمين السجن، وهو الملتمس الذي أيده في حق 20 متهما من بينهم الناصيري والبعيوي.