في يوم الأربعاء 8 نونبر الجاري، رخصت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) لدواء جديد من إنتاج المختبرات الأمريكية "إيلي ليلي" Eli Lilly، وسيكون متاحا في الصيدليات بالولايات المتحدة اعتبارا من نهاية عام 2023. للتذكير فإن نفس المادة الفعالة لنفس المختبر تم ترخيصها سابقا تحت إسم مونجارو Mounjaro لعلاج داء السكري.
وقال الطيب حمضي، طبيب وباحث في السياسات والنظم الصحية، إن الدواء الجديد الذي يسيل لعاب المغاربة "يعتمد على مركب التيرزيباتيد كمادة فعالة، لعلاج السمنة والوزن الزائد. وقد خلصت الدراسات السريرية لكونه فعالا في تقليل الوزن بنحو 20 في المائة بعد 17 شهرا من العلاج لدى فئات معينة ومحددة جيدا من الأشخاص الذين يعانون من مشاكل زيادة الوزن"، مشيرا إلى أن "فقدان الوزن يعتبر مهما جدا ويمكن مقارنته بنتائج علاج البدانة عن طريق الجراحة".
وأضاف الطيب حمضي، في تصريح ل"الأيام 24″، أنه "تم الترخيص وتسويق دواء آخر سابق من إنتاج مختبر آخر، الدنماركي نوفو نورديسك، تحت إسم ويكوفي Wegovy، يساهم في تخسيس الوزن بنحو 12 في المائة"، مؤكدا أن "الأدوية الجديدة، مثل زيباوند، تعيد الأمل للأشخاص الذين يعانون من السمنة والوزن الزائد، لكن دون ادعاء علاج مرض السكري أو القضاء عليه، أو أن تكون حلا سحريا لمشكلة السمنة وزيادة الوزن".
وتابع المتحدث عينه أنه بعد "طرح دواء لمرض السكري في السوق سنة 2017 على شكل حقنة واحدة في الأسبوع تحت الجلد تحت اسم "أوزمبيك" ومادته الفعالة هي "سيماكليتيد Ozempic" من إنتاج المختبر الدنماركي، وبعد توسع استعماله نسبيا، استخدمه العديد من الأشخاص والمؤثرين وخصوصا المؤثرات في وسائط التواصل الاجتماعي للإستفادة من تأثيره على خفض الوزن، حتى وإن لم تكن تعانين من مرض السكري، من خلال عمل مقاطع فيديو دعائية للدواء وكأنه علاج سحري لزيادة الوزن وإن كان في الأصل مخصصا لمرض السكري".
وأشار الخبير في السياسات والنظم الصحية إلى أنه تم "تسويق المادة الفعالة "تيرزيبازيد" لمختبرات "إيلي لي" تحت اسمين مختلفين، واحد قبل عدة أشهر "مونجارو" خاص بالسكري، والثاني المرخص قبل أيام تحت اسم "زيباوند" تحت تغليف جديد وجرعات مختلفة، مخصصة لعلاج مشاكل السمنة والوزن الزائد"، مبينا أن "المختبر الدنماركي سوق لمادته الفعالة تحت اسمين مختلفين كذلك مند 2017، أوزمبيك وويكوفي".
وزاد: "تعمل المادتان الفعالتان وفقا لآليات جديدة لعلاج مرض السكري من النوع 2، من خلال التأثير على بعض مستقبلات الدماغ عن طريق محاكاة عمل هرمونين هضميين طبيعيين ينتجهما الجهاز الهضمي بعد تناول الطعام، ويساعد أحد الهرمونات على تقليل الشهية وتقليل كمية الطعام، بينما يحسن الثاني الطريقة التي يتفاعل بها الجسم مع السكريات والدهون. كلتا المادتين تبطئان إفراغ المعدة، مما يمنح الدماغ شعورا بالامتلاء".
واستدرك الطيب حمضي أن هذا "العلاج الجديد يعطي الأمل للأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة، أو الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن المقرونة بعوامل الاختطار الأخرى، فإن تعاطي هذا الدواء من قبل أشخاص دون دواعي طبية ودون إشراف طبي بل فقط لفقدان بضعة كيلوغرامات، يمثل مشكلة كبرى على صحة المستعمل. تمت دراسة ميزان الفوائد مقارنة بالمخاطر خلال الدراسات السريرية ككل دواء، بالنسبة لإرشادات ودواعي طبية محددة بالأرقام: الأشخاص الذين يعانون من السمنة الحقيقية أي لديهم مؤشر كتلة الجسم أكبر من 30، أو الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن من مستوى مؤشر كتلة الجسم أكبر من 27 و يعانون في نفس الوقت من عامل اختطار آخر واحد أو أكثر مثل إرتفاع ضغط الدم أو إرتفاع الكوليسترول أو مرض السكري من النوع 2".
وكشف أيضا أن الآثار الجانبية الشائعة متشابهة بين المادتين الفعالتين بفعل اشتغالهما بنفس الآليات وبنسخهم المخصصة لمعالجة سواء لداء السكري 2 أو السمنة والوزن الزائد، موضحا أن "الآثار الجانبية الأكثر شيوعا هي الغثيان والقيء والإسهال وضعف الشهية والإمساك وعدم الراحة في الجزء العلوي من البطن وآلام البطن وانسداد الأمعاء والتهاب البنكرياس وخزل المعدة. لا تزال الآثار الجانبية الأخرى قيد الدرس".
وأردف أنه تم "تحديد السعر بواسطة المختبر المنتج لزيباوند في 1060 دولارا في الشهر. بينما تبلغ تكلفة دواء ويكوفي، المنافس الدانماركي الأقدم 1350 دولار شهريا. من المؤكد أن المنافسة من جهة واكتشاف المزيد من المواد الفعالة ستؤثران على الأسعار نحو الأسفل، لكن التكلفة تبقى مع دلك عائقا كبيرا، ادا اخدنا بعين الإعتبار أن العلاج يتطلب أخد الحقنات الأسبوعية على مدى عدة أشهر وربما سنوات، مع وجود علامة استفهام حول الحفاظ على فقدان الوزن بعد انتهاء العلاج. يقول الخبراء أنه يتوجب أخد هذه الأدوية لفترة طويلة جدا لتجنب استعادة الوزن".
واسترسل المتحدث ذاته قائلا: "تم نقل العديد من المرضى إلى المستشفيات بعد استخدام أدوية اوزمبيك المزيفة التي تم شراؤها عبر الإنترنت، مع الدواء الجديد زيباوند يتوقع الخبراء مزيدا من عمليات الاحتيال والتزييف التي قد تكون ضارة جدا بصحة المستخدمين المغامرين. دون نسيان خطر استعمال هذه الأدوية دون استشارة طبية ودون دواعي بية مدروسة حتى ولو كانت الجرع أصلية ومقتناة من الصيدليات بطريقة قانونية".