وصفت منظمة الصحة العالمية مستشفى الشفاء بأنه "منطقة موت"، إثر زيارة لمقرّه في مدينة غزة. جاء ذلك في تقييم للوضع بالمستشفى، أجراه فريق أممي مشترك بقيادة منظمة الصحة العالمية على مدى ساعة، في أعقاب اقتحام الجيش الإسرائيلي للمستشفى وإخلائه. وقال الفريق الأممي إنه شاهد دليلا على قصف وإطلاق نار، كما رصد مقبرة جماعية عند مدخل المستشفى. وأضاف الفريق أنه علم أن هذه المقبرة الجماعية ضمّت رفات 80 شخصا. ولا يزال هناك 300 مريض حالاتهم حرجة في المستشفى بعد أمرٍ بإخلائه، والذي قال مدير المستشفى إنه صدر عن الجيش الإسرائيلي، فيما قال هذا الجيش إن قرار الإخلاء صدر بناء على طلب من مدير المستشفى. وكان مستشفى الشفاء أكبر المنشآت الطبية في غزة وأكثرها تطورا. وقالت منظمة الصحة العالمية إنها كانت بصدد محاولة تنسيق عملية الإجلاء العاجلة للمرضى المتبقّين في المستشفى وكذلك للطاقم الطبي إلى منشآت أخرى في غزة. وكرّرت المنظمة دعوات لوقف إطلاق النار. وفي غضون ذلك، علّق البيت الأبيض على تقرير نشرته صحيفة واشنطن بوست أفاد بأن إسرائيل وحماس والولايات المتحدة كانوا على وشك إبرام اتفاق يقضي بإطلاق سراح نساء وأطفال تحتجزهم حماس منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وذلك في مقابل هدنة من القتال لمدة خمسة أيام. وقال متحدث باسم البيت الأبيض إن اتفاقا كهذا لم يتم التوصّل إليه بعد، لكن الإدارة الأمريكية تعمل بجد للتوصل إلى اتفاق. واستبعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وقفاً شاملاً لإطلاق النار مع حماس، قائلاً إنه سينظر فقط في أمر "هدنة مؤقتة"، مقابل عودة الرهائن الذين اختطفتهم حماس. Getty Images قوات إسرائيلية في شمال غزة يوم السبت وأُجبر مئات الأشخاص، بينهم مرضى على مغادرة مستشفى الشفاء أمس السبت. قال صحفي في المستشفى لبي بي سي: "المرضى الذين لا يستطيعون الحركة، وعدد ضئيل جدا من الأطباء" فقط هم مَن لا يزالون في المستشفى. وأضاف الصحفي: "لقد رفعنا أيدينا وحملنا رايات بيضاء". ونفى الجيش الإسرائيلي إصدار أمر بإخلاء مستشفى الشفاء، قائلا إنه إنما وافق على طلب من مدير المستشفى يتعلق بأولئك الراغبين في المغادرة بعمل "مسار آمن" لخروجهم. وقال بيان للجيش: "لم يحدث أن أصدر الجيش الإسرائيلي أمراً بإجلاء مرضى أو فِرق طبية، وما حدث أنه اقترح أن أي طلب يتعلق بإجلاء طبّي سيتم تسهيله من جانب الجيش الإسرائيلي". قال الطبيب رامز رضوان إنه تلقى أمرا من السلطات الإسرائيلية بمغادرة مستشفى الشفاء، واصفاً الوضع في المستشفى بأنه "بائس"؛ حيث لا توجد مسكّنات للألم ولا مضادات حيوية. وأضاف الطبيب رضوان بأن بعض المرضى "تخرج من جروحهم ديدان". وقصف الجيش الإسرائيلي مبنى مستشفى الشفاء في الأيام الأخيرة، في إطار ما قال إنه "عملية تستهدف حركة حماس". لكن حتى الآن لم يقدّم الجيش الإسرائيلي دليلاً دامغاً على أن حماس استخدمت أنفاقا تحت مبنى المستشفى لتنفيذ عمليات ضد إسرائيل. BBC يقول الجيش الإسرائيلي إن قوات تابعة له عثرت على أسلحة بينها بنادق كلاشنكوف عندما اجتاحت مستشفى الشفاء الأسبوع الماضي، لكن تعثّر وجود أي دليل على ذلك. وقالت وزارة الصحة الفلسطينية إن انفجارين وقعا في منطقة جباليا، شمالي قطاع غزة، وأوقعا 80 قتيلا. وقالت إسرائيل لبي بي سي، إنه لا يمكنها تأكيد أنها قصفت مدرسة تابعة للأمم المتحدة -كانت قد تحوّلت إلى ملجأ، لكن إسرائيل تحقّق في الأمر. وتقول إسرائيل أن الهدف من الحرب هو محو حماس، بعد هجومها على إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول والذي خلّف 1,200 قتيلا وأكثر من 240 مختطَفا. وتقول حماس إن أعداد القتلى في غزة بلغت 12,300، وإن أكثر من ألفَي قتيل ربما دُفنوا في الأنقاض.