دخلت العلاقات الفرنسية المغربية مرحلة "الدفء" السياسي غير المعلن، وبدأت تنفض عنها غبار الحياد السلبي وتزحزحها من منطقة الراحة في ملف الصحراء باعتباره حجرا في حذاء العلاقات الثنائية بين البلدين، فالمغرب يدفع ويلعب كل أوراق ضغطه من أجل انتزاع اعتراف باريس بمغربية الصحراء، فيما فرنسا تحاول مسك العصا من المنتصف، بمعنى الحفاظ على مصالحها مع المغرب وأن لاتغضب الجار اللذوذ الجزائر.
وفي آخر حلقات الدفء غير المعلن، بعد إعلان الرابط وباريس عودة التمثيل الدبلوماسي بينهما، جددت فرنسا عبر سفيرها في المغرب مستدة باريس لمقترح الحكم الذاتي في الصحراء، كما دعا إلى تعزيز العلاقات بين الرباطوباريس، مشددًا على التأييد التاريخي القوي الذي قدمته فرنسا للمغرب، والذي يحمل الكثير من الدلالات وفقًا للمسؤول الدبلوماسي الفرنسي.
وخلال مشاركته كضيف بإذاعة دوزيم التابعة للقناة الثانية، أكد الدبلوماسي الفرنسي، بالقول: "نحن ندرك الإنجازات التي حققها المغرب"، مبديا رغبة بلاده في تعزيز إمكانية مشاركة فرنسا في الدينامية التي يشهدها المغرب، مشيرًا إلى أن هذا يتماشى مع ما قامت به فرنسا في الماضي ومع إعادة التأكيد على أنها ستظل حليفًا مخلصًا ومبدعًا دائمًا، وفقًا لكلام الدبلوماسي الفرنسي.
المحاولة الفرنسية برأب الصدع ولملمة ما تشتت في العلاقات الثنائية، قال ممثل فرنسا في الأممالمتحدة بقرار تمديد ولاية بعثة المينورسو، كما دعم جهودها، كما دعا إلى ضمان حرية تنقلها، قبل أن يدين خرق وقف إطلاق النار من طرف جبهة البوليساريو، وجدد ممثل فرنسا دعم باريس مخطط الحكم الذاتي المغربي، الذي وضع على الطاولة سنة 2007، معتبرا أن الوقت حان للانطلاق فيه.
وقال السفير الفرنسي لدى الأممالمتحدة، نيكولاس دو غيفييغ، في كلمة فرنسا العضو الدائم بمجلس الأمن الدولي، إن فرنسا تدعم مخطط الحكم الذاتي منذ طرحه سنة 2007 كحل واقعي تحت السيادة المغربية.