قال ادريس السنتيسي، رئيس الفريق الحركي بمجلس النواب، إن الخطاب الملكي بمناسبة ذكرى المسيرة الخضراء مليء بالدلالات والعبر، مشيرا إلى أنه يشكل "ذلك الترابط والتقاطع مع الخطب الملكية التي ركزت في أكثر من مناسبة على الجدية وعلى منظومة القيم الروحية والاجتماعية التي تميز بلدنا والتي تعتبر المسيرة الخضراء تجسيدا عمليا لها".
وأضاف السنتيسي، في تصريح ل"لأيام 24″، أن "الخطاب الملكي ربط أيضا بين استكمال وحدتنا الترابية، من خلال التأييد الدولي المتواصل للطرح المغربي الواقعي وذي المصداقية، وبين التنمية، سواء بالنسبة لأقاليمنا الجنوبية أو بالنسبة لإفريقيا".
وركز الملك محمد السادس، يقول السنتيسي، على تأهيل المجال الأطلسي الساحلي للصحراء المغربية وتحويل الواجهة الأطلسية إلى فضاء للتواصل الإنساني والإشعاع القاري، مشيرا إلى أن هذا الأمر "يعد نموذجا تنمويا ببعد ساحلي ينضاف إلى النموذج التنموي الناجح لأقاليمنا الجنوبية".
وأوضح أن هذا النموذج يجمع بين تأهيل الاقتصاد البحري والتنقيب عن الموارد البحرية والسياحة الأطلسية والفلاحة و الاقتصاد الأزرق، وبين توطيد التعاون مع العمق الإفريقي، مردفا بالقول: "والغاية بالطبع تتجلى في رفع التحديات ومواجهتها ليس بالسلاح ولكن بالتنمية. ومن هذا المنطلق، فإن المغرب يجسد عمليا هذا التوجه من خلال مشروع أنبوب الغاز : نيجيريا/المغرب والإطار المؤسسي الذي يجمع 23 دولة إفريقية".
وشدد رئيس الفريق الحركي على أن "الرؤية الاستراتيجية للملك من شأنها تحقيق ثالوث التنمية والأمن والثقة، تجاه إفريقيا عبر بوابة أقاليمنا الجنوبية"، موضحا أن المغرب من خلال خطاب الملك مستعد عمليا لوضع اللوجستيك وبنياته الطرقية.
كما أن تجسيد هذه الرؤية الاستراتيجية، يضيف القيادي في حزب الحركة الشعبية، سيمكن من انبثاق الاستثمارات والمشاريع الكبرى وتشجيع دينامية التنمية في الواجهة الأطلسية في إطار الشراكة المنتجة في إطار رابح رابح والتعاون جنوب جنوب.
وختم قائلا: "إذن جلالة الملك واستلهاما من روح المسيرة الخضراء وقسمها الخالد، يؤكد بأن المغرب باعتباره دولة/ أمة يمضي قدما في مسيرة التنمية والتحديث والانفتاح على شركائه، رغم مناورات ودسائس الخصوم المكشوفين والخفيين".