وسط تعزيزات أمنية مكثفة وتطويقات حمائية لمقر قنصلية الولاياتالمتحدةالأمريكية بالدار البيضاء من مختلف التجريدات، اجتمع مئات الأشخاص بشارع مولاي يوسف للرد على المجازر الدموية والجرائم البشعة التي يتعرض لها قطاع غزة من طرف القوات الإسرائيلية. وردد المواطنون المغاربة الذين حجوا إلى مكان الوقفة التضامنية، جملة من العبارات أبرزها "الشعب يريد اسقاط التطبيع" معبيرين عن غضبهم حول ما آلت إليه الأوضاع بقطاع غزة، ومشددين على ضرورة وقف التطبيع مع طرد القائم بالاعمال الإسرائيلية بالرباط.
وبعد الهجوم العنيف والشنيع الذي أقدمت عليه اسرائيل مساء الثلاثاء على مستشفى المعمداني، الذي خلف 500 قتيل، على الأقل، ومئات الجرحى، نددت الحكومة المغربية مباشرة بهذا العدوان ببلاغ رسمي صادر عن وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج.
هذه الأحداث والوقائع الدولية الأخيرة جعلت المغرب في موقف لا يحسد عليه، على اعتبار أن الملك محمد السادس رئيسا للجنة القدس، وفي الوقت ذاته يعتبر المغرب طرفا في الإتفاقية السداسية العربية الإسرائيلية "ابراهام"، الأمر الذي طرح العديد من التساؤلات ابرزها، هل المغرب قادر على إلغاء الإتفاقية؟ في ظل وجود عديد من العوامل والتحديات أهمها قضية الصحراء.
للإجابة عن هذا التساؤل، قال محمد نشطاوي، أستاذ العلوم السياسية بكلية الحقوق بمراكش، وخبير بالمركز الوطني للبحوث العلمية والتقنية، إن "الأمر معقد بالنسبة للمغرب بسبب الإتفاقيات العسكرية والاقتصادية والتجارية مع إسرائيل، وأيضا أن قضية الصحراء هي حاليا في يد مجلس الأمن ونعلم جيدا الدور الذي يمارسه اللوبي الصهيوني".
وأضاف محمد نشطاوي، في تصريح ل"الأيام 24″، أنه "بالإضافة إلى الجزائر التي تتربص بالمغرب والعلاقات الجامدة مع فرنسا كل هذه الوقائع والأحداث معقدة شيئا ما لكن ضروري إتخاذ خطوة أساسية في هذا الشق".
وتابع المحلل السياسي أن"الحكومة المغربية في هذا الجانب نددت أكثر من مرة بالوضعية المزرية التي تعيشها فلسطين، لكن حتى الآن لا توجد إرهاصات حول طرد القائم بالأعمال الإسرائيلية بالمغرب".
"ما نعيشه حاليا هي مأساة وحرب إبادة ضذ الشعب الفليسطيني في منطقة غزة، والغريب في الأمر أن الغرب يعتبرون أن هذا من حق إسرائيل، ومن حقها أيضا استعمال جميع الوسائل من أجل القضاء على حماس وأيضا على الشعب الفلسطيني"، يقول المتحدث.
لافتا أن "هذه الأحداث حركت المجتمع المدني والمغاربة أيضا في كل منطقة، حيث تتكرر الدعوة إلى طرد القائم بالأعمال الإسرائيلي من مكتب الإتصال، بهدف الضغط على إسرائيل لوقف إطلاق النار وإنقاذ ما يمكن إنقاذه".
وخلص المتحدث عينه شارحا: "بالنسبة للدول التي طبعت مع إسرائيل سواء في إطار العلاقات الثنائية أو عن طريق إتفاقية ابرهام يجب على هذه الدول إتخاذ قرارات حاسمة من أجل إعادة النظر في علاقتهم بإسرائيل".