في أول بلاغ رسمي يصدره منذ تعيينه رئيسا لمكتب الاتصال الإسرائيلي بالرباط قبل أزيد من سنتين، توعد دفيد غوفرين الفلسطينيون ب"رد قاس" من قلب عاصمة المملكة المغربية التي يُعتبر عاهلها الملك محمدا السادس رئيسا للجنة القدس ويرعى قضيتهم التي وضعها في مرتبة القضية الوطنية، بل وجعلها من ثوابت سياسة الرباط الخارجية.
تسوية النهائية للقضية الفلسطينية، في احترام لمبادئ الشرعية الدولية والقرارات ذات الصلة". وذكر السيد هلال بأن "صاحب الجلالة الملك محمد السادس، بصفته رئيسا للجنة القدس في منظمة التعاون الإسلامي، وضع القضية الفلسطينية في مرتبة قضيته الوطنية الأولى وجعلها من ثوابت سياسته الخارجية".
، مع استعمال كل ما يلزم حسبه من قبل جيش الاحتلال في تنفيذ ذلك، وهو الأمر الذي لم يتجرأ عليه أي دبلوماسي صهيوني في دول التطبيع.
بإصدار بلاغ وصف فيه الفلسطينيين والمقاومة بالإرهابيين، مهددا دولا عربية وإسلامية بالهجوم عليها، في سابقة لم تقم بها أية سفارة صهيونية في دول التطبيع، في عز الحملة الشرسة التي يقوم بها الاحتلال في غزة. وسرد رئيس مكتب الاتصال الصهيوني في الرباط، دفيد كوفرين، عبر بلاغ صحفي، ما يحدث في قطاع غزة حسب وجهة النظر الصهيونية، واصفا ما قامت به المقاومة الفلسطينية ممثلة بحركة حماس، بالهجوم على الأبرياء والعزل، متناسيا أن من تستهدفهم بلده حاليا هم الأطفال والمدنيين فقط.
واعترف ممثل الدولة العبرية أن حصيلة العملية التي قامت بها حركة المقاومة قد خلفت أكثر من 800 قتيل وأكثر من 2500 جريح، واصفا المقاومة والفلسطينيين ب"الارهاب"، محملا إياهم مسؤولية التصعيد والهجمات الانتقامية الشرسة التي يقوم بها الكيان ضد العزل في قطاع غزة المحاصر. ولم يتوقف الدبلوماسي الصهيوني عند هذا الحد، كاشفا حقيقة الحلف الاستراتيجي بين تل أبيب والرباط، حين توعد الفلسطينيين برد قاس من قلب الرباط، مع استعمال كل ما يلزم حسبه من قبل جيش الاحتلال في تنفيذ ذلك، وهو الأمر الذي لم يتجرأ عليه أي دبلوماسي صهيوني في دول التطبيع.
تعبير سفير عن مواقف دولته الأصل.. ليس هو الشخص المناسب في حالة من الاحتقان والغليان وأن يضيف إلى ما هو موجود مزيدا من الزيت على النار
المغاربة متعاطفون مع القضية الفلسطينية العادلة ومع شرعية المقاومة وإن كانوا على وعي تام بأن بعض الممارسات ضد المدنيين العزل والأطفال والنساء التي قد تكون لحقت أشخاصا من داخل المجال الذي تمت فيه العمليات غير متناسب ولا يتناسب مع القيم الاسلامية والمغربي التي حصنها
موقف المغرب الرسمي والمغاربة كان فيه الكثير من مراعاة مشاعر ومحاولة عدم خدش أي طرف من الأطراف وإن كانت كفة التضامن تميل إلى فلسطين الذي لديه قضية عادلة بغض النظر عن شكل العملية ساسية أو مقاومة أو عملية عسكرية صادرة عن جناح أو حركة معينة
كان يتعين على غوفرين في هذا المجال مراعاة هذه التفاصيل خاصة أن كلمة رئيس وزراء بلاده وصلت إلى العالم. ويعرف الجميع ان هناك وعيد ضد حماس وضد غوزو. وهذا أمر طبيعي أن يصدر عن رئيس وزراء خاص به وبحكومته
لكن غوفرين كان من الأحسن في هذه الظروف الخاصة التي تحدث عنها المغرب أن يترك موقفه الذاتي المنسجم مع موقف رئيس وزراء بلاده بشكل لا يحتاج إلى هذا النوع من البهرجة.. هذا خروج غير موفق ومستفز قد يكون له رد فعل على المستوى الداخلي المغربي الذي كان دائما هادئا مع العلم أن نظموا مظاهرات داعمة للقضية الفلسطينية
يمكن أن يؤدي هذا إلى مزيد من التوتر داخل الشارع المغربي..
هذا الفعل غير عادي وليس مناسبا ولا يتواءم مع الأعراف الدبلوماسية ولا يمكن أن يصدر عن سفير
هذه تضاف إلى مجموعة من الملاحظات التي يمكن إبداؤها حول العمل الذي قام به القائم بالأعمال منذ قدومه إلى المغرب والذي تسبب في أزمات وحالة عدم الاطمئنان في وقت أن العلاقات المغربية الاسرائيلية هي فتية وتحتاج إلى من يقوم بدعمها وليس من يقوضها خروج لم يتوفق