قال الرئيس الموريتاني محمد ولد الغزواني في مقابلة إن "إفريقيا تتوقع الكثير من فرنسا"، داحضا فكرة أنها أخفقت في منطقة الساحل. وأكد ولد الغزواني، حوار مع صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية نشرت مساء الجمعة أن المشاعر المعادية لفرنسا التي تطورت في بعض البلدان الإفريقية الناطقة بالفرنسية، تفسَر "بتوقّعات أعتبرُها مفرطة، لدى بعض المجموعات السكانية الإفريقية تجاه بلد صديق تاريخيا". وأضاف "إفريقيا تتوقع الكثير من فرنسا"، معتبرا أن المشاعر المعادية لباريس تعكس خصوصا "شعبوية خبيثة" لا تنفرد بها إفريقيا بل "يجري التعبير عنها في كل مكان في الكوكب" و"تضخمها شبكات التواصل الاجتماعي إلى حد كبير". وتطرق الرئيس المورتاني لانسحاب فرنسا من النيجر، مشددا على على أن ذلك ليس فشلا "ولا إذلالا"، قائلا "لديها بلا شك سبب للمغادرة". 4وفي هذا الصدد، قال هشام معتضدد، من يفكك بنية أجوبة الرئيس الموريتاني أو يقوم بتشخيصها أكاديميًا سيتأكد بدون شك ان السيد ولد الغزواني إما اعتمد على أسلوب دبلوماسي غير واقعي في أجوبته و ذالك لعدم إزعاج السلطات الفرنسية التي مازال لها تأثير مهم على تدبير الشؤون السياسية في نواكشوط، أو أن الرئيس الموريتاني لم يستوعب بعد التطورات و التغييرات التي تعيشها منطقته الجيوسياسية و التحولات التي تعرفها الساحة الافريقية. أجوبة الغزواني تترجم عدم رغبة الرئاسة الموريتانية الخروج عن رؤية فرنسا التقليدية في منطقة الساحل و الصحراء و غرب افريقيا، و بالتالي يمكن اعتبارها طمأنة من القيادة الموريتانية الحالية للرئيس ماكرون بأن موريتانيا ستبقى حبيسة توجهات الاليزيه من اجل الاستمرار في تلقي الدعم الاقتصادي و التجاري و المالي و السياسي من باريس. أجوبة الرئيس الموريتاني و التي يمكن اعتبارها ضمانات سياسية من أعلى سلطة في موريتانيالفرنسا يمكن ادراجها أيضا ضمن تكتيك سياسي تعتمده القيادة الموريتانية استعدادًا للاستحقاق الرئاسية القادمة من اجل كسب دعم خارجي يساعدها على تحقيق نتائجها المسطرة سلفًا.
المؤكد من أجوبة الغزواني أنها غير منسجمة مع الواقع السياسي التي تعيشه فرنسا في افريقيا و لا يعكس حقيقة التطورات الجيوسياسية التي تعيشها الشعوب الافريقية و خاصة فيما يتعلق بحركية فكرها الذي أصبح يتطلع لاستقلالية اكثر جدية من الحضور الفرنسي فوق اراضيها. إذا كانت اجوبة الرئيس الموريتاني مبنية على حسابات ضيقة متعلقة بالحفاظ على توازنات سياسية ظرفية لاهداف معينة، فإنه يكون قد فوت على موريتانيا مرحلة تاريخية مهمة في محطة افريقيا النضالية من اجل التخلص، أو على الاقل التخفيف، من التبعية السياسية و الاستراتيجية لقوى خارجية تتمادى في استغلال افريقيا و الافريقيين بعيدًا عن مقاربات التعاون الاستراتيجي و الاحترام السيادي لاختيارات الافارقة و توجهات افريقيا.