تضطلع كاتالونيا بدور حاسم في الاقتصاد الإسباني، فقد ساهمت في العام الماضي 19 بالمائة في الناتج الإجماعي المحلي، وهي تتطلع إلي أن تكون أغنى منطقة في إسبانيا. وإذا كان معدل البطالة الوطني بإسبانيا، وصل إلى 17,2 في الربع الثاني من العام الجاري، فإن لم يتجاوز13,2 في كاتالونيا، حسب تقرير لوكالة فرانس برس.
وتسجل كاتالونيا نسبة بطالة منخفضة على غرار العاصمة الاسبانية مقارنة بباقي مناطق البلاد. وقد بلغت نسبة البطالة 13,2 بالمئة في الربع الثاني من 2017 مقابل 17,2 بالمئة للفترة نفسها على الصعيد الوطني.
وتعتبر كاتالونيا أول مصدر في إسبانيا، مقارنة بالمناطق الأخرى، فقد احتجلت المركز الأول في التصدير في العام الماضي والربع الأول من الجاج، حيث تمكنت من تسويق ربع ما تنتجه في الخارج.
الاستثمارات:استقطبت 14 بالمئة من الاستثمارات الاجنبية في اسبانيا في 2015، بفارق كبير عن باقي المناطق الاسبانية باستثناء العاصمة مدريد التي استقطبت 64 بالمئة من تلك الاستثمارات، بحسب البيانات الصادرة عن وزارة الاقتصاد.
وتحتضن برشلونة للعديد من الشركات الكبرى كمجموعة "مانغو" للمنسوجات، و"كايشا بنك" ثالث اكبر مصرف في اسبانيا، وشركة الغاز الطبيعي "غاس ناتورال"، وعملاق الطرق السريعة "أبرتيس"، وشركة العطورات "بويغ" التي تملك "نينا ريتشي" و"باكو رابان" و"جان بول غوتييه".
يشكل قطاعا الاغذية الزراعية وصناعة السيارات دعامتي الصناعة الكاتالونية، التي تحظى بمركز كبير على صعيد الخدمات اللوجستية.
وتعتبر الاغذية الزراعية اكبر القطاعات الصناعية في المنطقة لجهة الوظائف والايرادات، وهي تلقى دعما من قطاع اللحوم ولا سيما صادرات لحوم الخنازير.
يضاف الى ذلك انتاج الزيوت وعلف الماشية ومنتجات البقالة. ويتركز في كاتالونيا نحو نصف المنتجات الكيميائية في اسبانيا، والتي تتركز كذلك في تاراغونا. وفي 2016 حلت كاتالونيا ثانية خلف كاستيا اي ليون في قطاع صناعة السيارات. ولدى شركات "نيسان" و"فولكسفاغن" مصانع فيها لماركة "سيات". وتحتل اسبانيا المرتبة الثانية في صناعة السيارات في الاتحاد الاوروبي خلف المانيا. الأبحاث والتعليم: منذ تسعينات القرن الماضي تستثمر كاتالونيا في قطاع الابحاث، ولا سيما في مجال العلوم الحيوية، كعلم الوراثة، وعلم الاعصاب، وعلم الخلايا، حيث بات القطاع يمثل 7 بالمئة من اجمالي الناتج المحلي لكاتالونيا. وتنتشر في كاتالونيا العديد من المستشفيات المتطورة ومراكز الابحاث، ولا سيما في مجال معج ل الجسيمات في القطاع النووي. وتقول كاتالونيا انها تحتل الصدارة اوروبيا لجهة نسبة شركات الادوية للفرد. و تسجل التكنولوجيا الحديثة حضورا بارزا في برشلونة التي تستضيف سنويا "ملتقى عالم الهاتف النقال". وتعتبر جامعات كاتالونيا من الافضل في اسبانيا. ومن بين اول خمس جامعات اسبانية ترد في تصنيف شنغهاي لأفضل الجامعات في العالم، هناك ثلاث جامعات كاتالونية هي بومبيو فابرا، وجامعة برشلونة، وجامعة برشلونة المستقلة. كذلك تتمتع كليات الاعمال فيها على غرار "ايسادي" ومعهد الدراسات العليا بشهرة واسعة، كما تضم برشلونة دور نشر كبيرة. السياحة: تعتبر كاتالونيا بعاصمتها برشلونة وشواطئ كوستا برافا اكثر مناطق اسبانيا استقطابا للسياح الاجانب بوتيرة تميل للارتفاع، حسب فرانس برس. وزار المنطقة اكثر من 18 مليون وافد في 2016 اي ما يعادل ربع الاجانب الذين دخلوا اسبانيا. ويعتبر مطار كاتالونيا ثاني اكبر المطارات الاسبانية بعد مطار مدريد. وسجل في 2016 حركة ركاب (وصول ومغادرة) تخطت 44 مليون مسافر. وتجتذب كاتالونيا شركات السفر المنخفضة الكلفة التي تريد ان تجعلها محطة توقف لرحلات المسافات الطويلة المتجهة الى القارة الاميركية. ومرفأ برشلونة هو ثالث اكبر مرافئ البلاد لجهة حركة البضائع خلف "الغيسيراس" (الجزيرة الخضراء) في الجنوب و فالنسيا شرقا، واحدى اكبر الموانئ الاوروبية لسفن الرحلات. الديون :تشكل نسبة الديون 35,4 بالمئة من اجمالي الناتج المحلي في كاتالونيا، ما يجعها ثالث اكثر المنطقة مديونية في اسبانيا في الربع الاول من 2017، خلف فالنسيا، وكاستيا- لا مانشا. ومنحتها الوكالات تصنيفا ائتمانيا ضعيفا، ما يعني انها غير قادرة على الاقتراض بشكل مباشر من الاسواق المالية. لذا فهي تعتمد على قروض من الدولة الاسبانية. عحز:يشكل موضوع الاستقلال مادة جدل بين كاتالونيا ومدريد ويطرح كل طرف ارقاما خاصة به، غالبا ما تستند الى منهجيات وفرضيات مختلفة، حسب ما لاحظته فرانس برس. وتعتبر وزارة الاقتصاد الاسبانية انه اذا استقلت كاتالونيا عن اسبانيا، فسيكون عليها الخروج من الاتحاد الاوروبي، وان اجمالي ناتجها المحلي سينخفض بنسبة تراوح بين 25 و30 بالمئة وستتضاعف ارقام البطالة. في المقابل، يعتبر خبراء اقتصاديون ان كاتالونيا المستقلة ستبقى في الاتحاد الاوروبي، ويتوقعون استقرار اجمالي ناتجها المحلي على المدى القصير وارتفاعه 7 بالمئة على المدى الطويل. وتعتبر الحكومة الكاتالونية ان منطقتها لن تعاني (بعد الاستقلال اذا حصل) من "عجز مالي" لانها تسدد ضرائب لمدريد تفوق ما تحصل عليه بالمقابل. وتقول الحكومة الكاتالونية ان هذا العجز يقارب 16 مليار يورو اي ما يعادل 8 بالمئة من اجمالي الناتج المحلي لكاتالونيا، في حين تعتبر مدريد ان العجز يبلغ 10 مليارات يورو اي ما يعادل 5 بالمئة من اجمالي الناتج المحلي الكاتالوني.