خلف حزب الاستقلال الموعد مع التاريخ، خلال تنظيم مؤتمره الوطني السابع عشر بالقاعة المغطاة التابعة للمركب الرياضي مولاي عبدالله بالرباط، أمس الجمعة، في الوقت الذي راهن فيه منظمو المؤتمر على إنجاح محطاته بكل تفاصيله. ولا شك أن الأحداث التي عرفها المؤتمر الوطني ليلة أمس، بعد تبادل أنصار حميد شباط وتيار حمدي ولد الرشيد ، الضرب بالكراسي والصحون، ستكتب بمداد أسود في تاريخ هذا الحزب العتيد، لأنها عكست الخلاف الكبير بين الأطراف المتنافسة على كرسي الأمانة العامة لحزب علال الفاسي.
حفيظ الزهري الباحث في الشؤون السياسية، يرى في تصريح ل"الأيام24"، أن ما وقع أمس في محطة المؤتمر الوطني السابع عشر لحزب الاستقلال من تبادل للعنف بين أبناء حزب علال الفاسي يدل عن مدى درجة الخلاف بين الأطراف المتنافسة على كرسي الأمانة العامة، لكن ، يضيف الزهري، ما لفت الانتباه هو التجييش الذي عرفته مرحلة ما قبل المؤتمر وهي التي ساهمت في رفع درجة حرارة الاختلاف الذي تحول إلى خلاف لم نعهده في المؤتمرات السابقة للحزب.
وأضاف المحلل السياسي، بأن الاستقلاليات والاستقلاليين سقطوا في فخ الصراعات الشخصية، حيث تخلوا عن المقارعة الفكرية والبرامجية التي عهدناها في مناضلي الحزب، ليسقطوا في فخ العنف الجسدي الذي كان متوقعا، بعدما اشتدت حدة العنف اللفظي سواء داخل أشغال اللجنة التنفيذية أو خلال أشغال المنظمات الموازية للحزب.
وأكد المتحدث، أن غياب حكماء الحزب من طينة المرحوم امحمد بوستة يجعل من تجاوز حزب الاستقلال لهذه الأزمة الداخلية أمرا صعبا للغاية وقد ينتج عنها أضرار كبيرة سواء داخليا أو في علاقته بالقواعد أو المواطن. وأوضح الزهري،أن حزب الاستقلال يمر بمرحلة انتقالية عصيبة، تتطلب من مناضليه تغليب الحكمة واستحضار الواقع السياسي المغربي الحالي الذي يتميز بضعف الأحزاب الناتج عن نفور المواطن من الممارسة الحزبية. وبالتالي ، يؤكد ذات المحلل السياسي، وجب التركيز في مؤتمر الاستقلال، على مناقشة مشاريع الحزب المستقبلية وبرامجه عوض تغليب التدافع الجسدي والمواجهات بالصحون والكراسي.