منذ الإعلان عن كارثة الزلزال المدمر الذي ضرب منطقة الحوز، سارع العالم بشرقه وغربه، لتقديم يد العون والمساعدات الإنسانية، إلى المغرب دولة وشعبا، معبرين بذلك عن أسفهم لما خلفه الزلزال من خسائر بشرية ومادية جسيمة. التضامن الدولي الذي عرفته الممكلة المغربية جراء الزلزال، كان مفعما بالمشاعر الإنسانية، وبقيم التآزر والتعاون البين الدولي، البعيدة عن المصالح السياسية والإقتصادية، حيث أن عددا من الدول تناست الاختلافات السياسية والدبلوماسية وقدمت تعازيها لضحايا الكارثة، وأيضا أظهرت استعدادها لتقديم المساعدات.
ولمعرفة دلالات هذا التعاون الإنساني المحض مع المملكة المغربية، طرحت "الأيام24" السؤال على المحامي والمحلل السياسي الدولي الحسين كنون ، حيث أكد من خلال إجابته، على أن هذا التضامن الواسع النطاق، الذي عرفته المملكة المغربية من قبيل الأشقاء العرب ، ومن الأفارقة والأوروبيين، ومن مختلف دول العالم، يظهر أننا أمام دولة أمة يقودها ملوك عظام، دولة لها من القيم النبيلة التي تتقاسمها مع البشرية عبر أنحاء العالم بغض النظر عن اللون أو الجنس أو الإنتماء العقدي أو القبلي.
وأشار كنون إلى أن المملكة المغربية، كانت دائما ولازالت وستظل تتمسك بقيم التآزر والتعاضد مع الأشقاء الأفارقة ومع الدول البعيدة والقريبة، ما يعطيها التميز والتفرد ، مضيفا أن المغرب وعبر محطات كرونولوجية كان دائما مبادرا إلى التآزر مع كل الدول، وكان يحافظ على السلم والسلام، عن طريق قوات الأمن الخاصة للأمم المتحدة التي تساهم في التخفيف من آثار الحروب والكوارث الطبيعية.
هذا وأكد الخبير الدولي أن المملكة، دائما ما تسارع إلى التضامن مع كل القضايا العادلة في العالم، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، ناهيك عن أن المغرب يسعى منذ الأزل إلى تحقيق السلام من داخل المجلس الأمني ومن خلال الإتحاد الإفريقي ومن خلال أيضا الجامعة العربية، ومجلس التعاون الخليجي.
وبحسب كنون فإن العالم الآن يدرك على أن المغرب ملكا وحكومة وشعبا،بنسائه ورجاله وشبابه، بمسلميه، ويهوده وبعربه وبأمازيغه وصحراويه، الكل على قلب رجل واحد مع الانسانية والتضامن والتعاضد .
ويضيف كنون، العالم يحزن لحزن المملكة ويفرح لفرحها، لأنه يدرك أن المغرب دولة أمن وسلام ومحبة وأرض الرسالات والملتقيات وأرض الحكمة والوساطة في حل النزاعات بين الوسطاء والشركاء .
وتابع المحامي بالقول أن المغرب دولة موثوق بها، وأصبحت منصة جالبة للاستثمار الوطني والدولي، والجسر الآمن نحو العمق الافريقي، كما أن المملكة أصبحت بحسب المتحدث ورشا مفتوحا سياسيا ودبلوماسيا واقتصاديا وثقافيا ورياضيا.
وبخصوص فتح الجزائر مجالها الجوي لتسهيل وصول المساعدات الانسانية الى أرض المغرب، قال الحسين كنون أن الأصل في الشقيقة الجزائرية هي هذه اليقم التي تجمعها بالمملكة المغربية، والتي تتلخص في قيم الوحدة والدين واللغة، بمعنى أن الخلافات واغلاق الحدود هو ظرف استثنائي غير طبيعي، وأن ما يجب أن يكون هو استمرار العلاقات وفتح كل المجالات الجوية والبحرية والبرية بين البلدين.
وفي خضم كلامه، أشار كنون إلى أن الملك محمد السادس وصف في أحد خطاباته السامية، الدولة المغربية والجزائرية بالتوأمين، وهذا معناه بحسب المتحدث،أنهما مرتبطان بنفس القيم خاصة في ما يتعلق ببناء المغرب الكبير وتنمية افريقيا، والمساهمة في الوصول إلى الأمن القومي للأمة العربية والإفريقية.
وبحسب المحلل السياسي الدولي، فإن إلتفاتة الجزائر هذه، ستكون لها مابعدها، وربما ستكون كمؤشر على التفكير في مواصلة العلاقات وفتح الحدود البرية والجوية من اجل التعاون باعتبار أن المغرب العربي الكبير لا يمكن أن يتطور ويسطع نجمه إلا عن طريق حل خلافات المغرب والجزائر .
وخلص كنون، إلى أنه وبالرغم من أن هذه الكوارث تخلف مآسي وآثار سلبية جسيمة، تبقى لها نقطة ضوء نكتشف من خلالها أن الحس الإنساني لازال على قيد الحياة، لابد أن نشتغل على كيفية إيقاظه بعيدا عن الكوارث والحروب، ونعمل على نمائه ورفع منسوبه، حتى تتوحد الإنسانية وتتمتع بالسلم والسلام.