تناقش دول غرب أفريقيا اليوم الجمعة، خططا لتدخل عسكري محتمل في النيجر عقب انقلاب عسكري شهدته البلاد، والذي أطاح بالرئيس السابق محمد بازوم في 26 يوليوز، وهو سابع انقلاب يشهده غرب ووسط أفريقيا خلال ثلاث سنوات، مما أثار المخاوف من وقوع صراع دولي حول الطاقة، خاصة وأن المنطقة تعتبر المصدر الرئيسي لأوروبا. وأمرت المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس) أمس الخميس بتفعيل قوة احتياطية من المحتمل أن تستخدم ضد المجلس العسكري في النيجر، قائلة إنها تريد استعادة الديمقراطية بشكل سلمي، لكن جميع الخيارات، ومن بينها العمل العسكري، كانت مطروحة على الطاولة. وفي هذا الصدد، قال رشيد لزرق، رئيس مركز شمال افريقيا للدراسات والأبحاث وتقييم السياسات العمومية، إن دول الساحل الإفريقي تضم مصادر هامة للطاقة وهو ما يجعلها ساحة معركة بين دول الاتحاد الأوروبي والدول الكبرى مثل روسيا والصين والولايات المتحدة التي تتصارع من أجل تنفيذ برامجها، لما تتمتع به المنطقة من موارد طاقية لم تستغل بعد، إذ أصبح التنافس حول أخذ النصيب الأكبر منها وتأمين التزود بالطاقة انشغالا لمختلف القوى الدولية التقليدية منها والصاعدة، خاصة أن هذه الثروات لا تخضع لسيطرة سلطة مركزية قوية. وأضاف لزرق، في تصريح للأيام 24، إن الانقلابات متتالية التي تعرفها المنطقة تدخل في معركة الطاقة، والتي برزت منذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية. مشيرا إلى أن موضوع الطاقة أصبح الهم الاكبر الذي يشغل الدول الأوروبية، وذلك لاعتمادها الكبير على الغاز الروسي من أجل التدفئة، لدرجة تحول معها ملف الطاقة إلى حرب بين روسيا والدول الأوروبية داخل الحرب الكبرى. وزاد قائلا "يبدو أن حرب الطاقة تتوسع وباتت ساحتها إفريقيا، فالانقلاب بالنيجر هو محاولة لتشديد الخناق على أوروبا، من خلال إنتاج الكهرباء، والمتضرر الأول هي فرنسا التي تعتمد على اليورانيوم في الانتاج النووي للكهرباء، إذ أن النيجر هي ثاني أكبر مزود لدول الاتحاد الأوروبي بعد كازاخستان، من اليورانيوم، مما ينذر بارتفاع أسعاره وبالتالي ارتفاع تكلفة إنتاج الكهرباء من الطاقة النووية". وأضاف "فالنيجر هي مزود رئيسي لفرنسا ب 17% من اليورانيوم لتوليد الكهرباء في محطاتها النووية، كما أن من شأن هذا الانقلاب أن يقضي على آمال الاوروبيين من التبعية الطاقية لروسيا التي كانت تعول على الغاز النيجيري كبديل من خلال أنبوبين الاول من نجيريا عبر الجزائر ،والثاني نيجيريا عبر المغرب على المدى المتوسط. وسجل المتحدث ذاته أن انقلاب الاوضاع في الساحل والصحراء يهدد باضطراب في حصة نجيريا ذات الإنتاج النفطي الكبير، و غانا وساحل العاج، الواعدتين في إنتاج النفط، إذا ما اتسعت رقعة الحرب لتطال البنى التحتية ومصادر التمويل، مما ينذر بارتفاع أسعار الطاقة و معه ارتفاع التضخم بالتبعية،و الذي عجزت اوروبا على كبح جماحه.