قام وزير الخارجية الجزائرية، أحمد عطاف، يوم الثلاثاء الماضي، بزيارة عمل إلى العاصمة الأمريكيةواشنطن، بدعوة من نظيره الأمريكي، أنتوني بلينكن، بحسب ما جاء في بلاغ للخارجية الجزائرية. وتأتي دعوة الولاياتالمتحدةالأمريكية للمسؤول الجزائري في سياق التطورات التي يعرفها العالم، خاصة ما يتعلق بالحرب الروسية الأوكرانية، والأحداث المتسارعة إقليميا، في مقدمتها انقلاب النيجر، وما تلاه من تطورات وردود أفعال من مختلف المتدخلين، حيث برز الموقف الجزائري المناهض لأي تدخل عسكري في النيجر. وهو ما يطرح معه عديد التساؤلات حول خلفيات وأبعاد زيارة عطاف إلى واشنطن. هل هي مجرد زيارة عادية على غرار الزيارات الهادفة ل"تعزيز التعاون في مجالات مشتركة" كما جاء في بيان وزارة الخارجية الجزائرية، أم أن هناك دلالات أخرى لهذه الزيارة، خاصة أنها جاءت في هذا التوقيت بالذات؟
جوابا عن هذا السؤال، قال وليد كبير، الإعلامي الجزائري، إن "هذه الزيارة جاءت بعد تطورات كثيرة عرفتها المنطقة، ومباشرة بعد زيارة عبد المجيد تبون إلى روسيا".
وأوضح كبير في حديث ل"الأيام24″، أن هذه الزيارة "جاءت للرد على طلب واشنطن من العاصمة الجزائر تقديم استفسارات حول تطور علاقاتها مع روسيا، في ظل الصراع الأمريكي الروسي بسبب أوكرانيا"، مشيرا أن "هناك تخوفا من لدن واشنطن أن يعقد النظام الجزائري صفقات عسكرية وشراء أسلحة كبيرة، تخصص أموالها لتمويل المجهود الحربي في أوكرانيا بما يخدم روسيا".
وتابع المتحدث، أن "ذهاب عطاف إلى واشنطن يدخل في إطار طمأنة الطرف الأمريكي، لأنه رغم وجود علاقات استراتيجية بين الجزائروروسيا والصين، إلا أن ذلك لا يعني تخلي النظام العسكري عن دعم الولاياتالمتحدةالأمريكية"، مردفا أن "نظام الحكم في الجزائر يثبت في كل مرة أنه بحاجة إلى دعم الجميع من أجل أن يستمر".
من جهة أخرى، كشف كبير، أن "النظام في الجزائر نسق مع الطرف الروسي من أجل أن يتوغل جيداً في منطقة الساحل، وسهل مأمورية تواجد فاغنر خصوصا في مالي حالياً"، مشيرا أن "واشنطن تريد معرفة إلى أي مدى وصل التنسيق بين موسكووالجزائر فيما يخص منطقة الساحل".
وأكد الإعلامي الجزائري، أن "الولاياتالمتحدةالأمريكية مثلما رفضت التوغل الروسي في البحر الأبيض المتوسط، فهي لا تقبل بزيادة نفوذه بالقارة الإفريقية ومنطقة الساحل على وجه الخصوص، ولا تريد أن يكون هناك انحياز كبير من الجزائر لمحور الشرق، لأن ذلك قد يفضي مثلا إلى ما وصلت إليه سوريا بعدما قدمت تنازلات من أجل حماية نظام بشار الأسد، حيث أعطت لروسيا قاعدتين عسكريتين في حميميم وطرطوس".
وأردف: "واشنطن لا تريد أن تكون هناك قاعدة روسية في غرب المتوسط، ولا تريد لروسيا أن تتوغل بشكل كبير في منطقة الساحل، لأن روسيا لديها أهداف من أهمها التحكم في إمدادات الطاقة نحو أوروبا عبر التوغل بشكل كبير في إفريقيا، ومعاقبة فرنسا التي تدعم أوكرانيا في صدها للغزو الروسي".