توجت التلميذة ملاك عمراني، من مدينة سلا، بطلة لمسابقة "تحدي القراءة العربي" على المستوى الوطني في نسختها السابعة. وجاء تتويج التلميذة ملاك عمراني، التي تتابع دراستها بالسادس ابتدائي بمؤسسة "الأمانة" بالمديرية الإقليمية لسلا التابعة للأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين جهة الرباطسلاالقنيطرة، بموجب نتائج المسابقة الوطنية للدورة السابعة "لتحدي القراءة العربي"، التي تم الإعلان عنها اليوم الاثنين بالرباط، خلال حفل ترأسه وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، شكيب بنموسى، وحضره سفير دولة الإمارات العربية المتحدة بالمغرب، العصري سعيد الظاهري. وقد ظفرت التلميذة عمراني بلقب بطلة "تحدي القراءة العربي" على المستوى الوطني، لتمثل بذلك المملكة في التصفيات النهائية للمسابقة، التي ستحتضها مدينة دبي الإمارتية شهر أكتوبر المقبل. وفي ما يخص جائزة "المشرف المتميز" لهذه السنة، التي تنافس عليها ثلاثة مشرفين على مستوى المملكة، فقد عادت للأستاذ لحسن بوزكراوي من الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين درعة تافيلالت. أما مسابقة ذوي الهمم، فقد فاز بالمرتبة الأولى التلميذ عثمان أوبريك، الذي يتابع دراسته بالثانية بكالوريا بثانوية "الليمون" (الرباط) التابعة للأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين الرباطسلاالقنيطرة. وحصلت الثانوية الإعدادية الشريف الإدريسي بجهة العيون الساقية الحمراء على المرتبة الأولى في مسابقة "المؤسسة المتميزة". وفي كلمة بالمناسبة، أكد السيد بنموسى أن مشاركة المملكة في هذه المسابقة تندرج في إطار منظور تربوي وبيداغوجي من مرتكزاته إيلاء القراءة أهمية مركزية في سيرورة التعلم، والحرص على تجويد أنشطتها، ودعم التعلم بأنشطة قرائية أخرى تتوخى تنمية المهارات القرائية، وتعزيز أدوار أندية القراءة على صعيد المؤسسات التعليمية، مشيرا إلى أن النتائج المحصل عليها على المستوى الوطني، وعلى مستوى الوطن العربي ودول إقامة الجاليات العربية ومنهم مغاربة العالم، وكذا أعداد المشاركين من التلميذات والتلاميذ والمؤسسات التعليمية، مك ن المغرب خلال النسخة الحالية من مشاركة أزيد من خمسة آلاف (5000) مؤسسة تعليمية. وأضاف أن هذا الاهتمام يبرزه "تطور المشاركة المغربية التي أضحت مجالا للفخر والاعتزاز"، مذكرا بتتويج مدرسة ابتدائية عمومية في الدورة السادسة من المسابقة وهي مدرسة "المختار جازوليت" عن أكاديمية جهة الرباط-سلا -القنيطرة بجائزة "المؤسسة المتميزة" بعد منافستها لأكثر من 92 ألف مدرسة على مستوى العالم العربي". واعتبر الوزير أن مشروع " تحدي القراءة العربي" يتقاطع مع مشاريع وبرامج وطنية أخرى رائدة انطلاقا من قناعة راسخة مفادها أن القراءة مفتاح للتعلم والتحصيل والجودة، وسبيل لمعالجة تدني مستوى ومنسوب الثقافة ومواكبة مجتمع المعرفة. من جهة أخرى، أكد السيد بنموسى أنه تمت برمجة أنشطة اعتيادية يومية للقراءة بسلك التعليم الابتدائي مدرجة داخل الزمن الدراسي للمتعلمات والمتعلمين، مضيفا أن هذه الأنشطة تروم الإسهام في الرفع من فرص التحكم في التعلمات الأساس التي تضمن الانخراط في سيرورة التعلم بدون تعثرات، وتوفير أنشطة تضمن الترفيه عن الطفل وتحببه في المدرسة، ثم خلق عادة القراءة لدى المتعلم وتقريبه من الكتاب. ومن أجل ترصيد المكاسب التي تحققت بفضل المشاركة في هذه المسابقة وتطويرها، والارتقاء بأنشطة القراءة بمختلف صيغها، وجعلها تسهم في تحسين تدريس القراءة، حث الوزير على ضرورة إجراء تقويم لتجربة السنوات الماضية قصد رصد المكتسبات وتعزيزها، وإعطاء اهتمام أكبر للجانب البيداغوجي في العملية، وخاصة مواكبة التلاميذ في عملية القراءة، ومساعدتهم على التمكن من مهارات استثمار المقروء في سياق التعلمات الصفية في كل المجالات المعرفية وفي المواد اللغوية والأدبية بشكل خاص. كما دعا إلى خلق الجسور بين القراءة الإثرائية والقراءة الحرة، وبين أنشطة القراءة التي تتم في إطار تنفيذ البرامج الدراسية لمادة اللغة العربية في مختلف المستويات، واستثمار مشاركة التلاميذ في مسابقة "تحدي القراءة العربي" من أجل تعزيز الأنشطة المندمجة وتطويرها، والحرص على تنويع اهتمامات المشاركين في مختلف مراحل التأهيل، وتربيتهم على قيم السلوك المدني والمواطنة المسؤولة. من جانبه، عبر المدير التنفيذي لمؤسسة مبادرات الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، عبد الكريم سلطان العلماء، عن تقديره لما أظهره أكثر من 416 ألف تلميذ مغربي من اهتمام بتقديم مستويات متميزة في التظاهرة القرائية الأكبر من نوعها على مستوى العالم، مضيفا أن النجاح الذي تحقق في تصفيات الدورة السابعة حصل بمجهودات حوالي 8500 مشرف ومشرفة مثلوا حوالي 5000 مؤسسة تعليمية على مستوى المملكة المغربية. كما نوه بالتعاون الوثيق بين وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة ومؤسسة مبادرات الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، الأمر الذي أسهم في انجاز تصفيات الدورة السابعة على مستوى المملكة المغربية وإنجاحها تنظيميا. واعتبر السيد عبد الكريم العلماء أن مبادرة تحدي القراءة العربي، التي أطلقت سنة 2015 ، تعبر عن اهتمام دولة الإمارات العربية المتحدة ببناء أجيال جديدة تمتلك المعارف والعلوم لبناء مستقبل عربي أفضل، لافتا إلى أن هذه المبادرة النوعية وجدت تفاعلا هائلا على امتداد الوطن العربي منذ دورتها الأولى التي استقطبت 3 ملايين و 600 ألف طالب من 19 دولة. وتابع أن الدورة السابعة من تحدي القراءة العربي سجلت اليوم أرقاما قياسية جديدة من خلال مشاركة أكثر من 24 مليون و 800 ألف طالب وطالبة من أكثر من 46 دولة حول العالم، وهو ما يمثل انجازا جديدا يعكس اهتمام الأجيال الصاعدة بالقراءة وتعزيز مكانة اللغة العربية. ومن جهة أخرى، عبرت التلميذة ملاك عمراني، بطلة تحدي القراءة وممثلة المغرب في هذه المسابقة الدولية، في تصريح صحفي، عن سعادتها لحصولها على المرتبة الأولى على الصعيد الوطني، داعية كافة الطلاب للإقبال على القراءة لما لها من منافع على المرء. وأعربت عن طموحها لتشريف المملكة خلال النهائيات التي ستحتضنها مدينة دبيالإماراتية في أكتوبر المقبل، معتبرة أن التلاميذ المغاربة بصموا هذه المسابقة المرموقة بعطائهم وانجازاتهم الكبيرة. ويهدف مشروع "تحدي القراءة العربي" إلى تنمية حب القراءة لدى جيل الأطفال والشباب في العالم العربي، وغرسها كعادة متأصلة تعزز ملكة الفضول وشغف المعرفة لديهم، وتوسع مداركهم بما يساعدهم على تنمية مهاراتهم في التفكير التحليلي والنقد والتعبير. كما يتوخى تمكين الأسر من الإسهام في تحقيق هذه الغاية وتأدية دور محوري في ترسيخ حب القراءة في وجدان الأجيال الجديدة، فضلا عن سعيه إلى تطوير مناهج تعليم اللغة العربية بالإفادة من نتائج تقويم البيانات المتوافرة في المشروع حول القراءة الإثرائية لدى الناشئة والكفايات التي يتم تثمينها من جراء ذلك.