فتح البرلماني الاستقلالي عن دائرة إقليمتطوان، منصف الطوب، الباب أمام نقاش طويل على مواقع التواصل الاجتماعي، خلال الساعات القليلة الماضية، بعدما أعلن شكواه من بعض المواطنين الذين لا يتوقفون عن الاتصال به من أجل "تلبية أمورهم الشخصية ولطلب المال". وأفرغ البرلماني الاستقلالي جام غضبه، عبر تدوينة له على صفحته بموقع الفيسبوك، بالقول: "والله بزاف، صراحة تقهرت، دبا واش نخدم المصلحة العامة للمواطن ومصلحة الوطن أو ألبي رغبات من يتصلون كل دقيقة من أجل مصلحة واحدة وهي باغين الفلوس أو الدعم المادي، وهذا جدا صعب؟ أرجوكم هادشي بزاف!". وتفاعل عدد من رواد الفايسبوك، مع منشور منصف الطوب، حيث قال محمد الصالحي، مفتش حزب الاستقلال بتطوان: "السيد النائب المحترم، اعمل من أجل دينك ووطنك، أرح ضميرك، أما الباقي مجرد تفاصيل وجزئيات بسيطة، حياك الله".
بدوره، علق محمد طه العسري، عضو غرفة التجارة والصناعة والخدمات بجهة طنجةتطوانالحسيمة، قائلا: "للأسف بارد لكتاف موجود فهد المدينة السعيدة"، فيما عبرت انتصار العشيري، رئيسة جمعية متطوعون من أجل تطوان، عن تعاطفها مع الطوب معلقة: "الله يرزقك الصبر.. كنقولا فالغيبة ديالك أخي منصف".
في هذا الصدد، وفي حوار له مع "الأيام 24″، يتحدث الطوب عن خلفيات تدوينته المثيرة للجدل على مواقع التواصل الاجتماعي، وعن الدوافع الكامنة وراء كتابتها.
وفيما يلي نص الحوار كاملا:
س/- باعتباركم برلمانيا، حدثنا عن خلفيات تدوينتك التي عبرت فيها عن تذمرك من كثرة الاتصالات التي يريد أصحابها دعما ماديا أو قضاء حوائج خاصة؟
تدوينتي هاته مجرد صرخة في واد، الكل يئن في صمت. أما آن الأوان لتركنا نقوم بواجباتنا في أجواء سليمة وفي تصالح تام مع كل مكونات المجتمع؟ فأنا لا أبتغي شيئا سوى رضا الله ورضا الوطن.
س/ – في نظركم، ما هي الأسباب التي دعت الناس إلى الاعتقاد بأن من واجب البرلماني قضاء حوائج الناس الشخصية؟
ليس عيبا أن يقضي البرلماني حوائج الناس في إطار ما يسمح به القانون، ولكن العيب هو أن يتحول إلى تلك الشماعة التي يتم تعليق هموم الجميع عليها، ويصبح كأنه السبب الرئيسي في تدني الخدمات العمومية ورداءة الوضع بصفة عامة.
س/ – ألا ترون أن بعض الأعيان وأمثالهم من النخبة السياسية، ساهموا إلى حد ما في تشكيل صورة نمطية عن البرلماني الذي من واجبه شراء الأدوية للمرضى والأضاحي للأسر المعوزة والمساهمة ماديا في كل شيء؟
صحيح أن هناك من يسعى إلى تمييع المشهد وخلط الحابل بالنابل قصد توجيه المواطن وتمكينه من تمثلات خاطئة، لكن آن الأوان لإعادة الاعتبار إلى الفاعل السياسي وإعطائه المكانة التي تليق به مع ربط المسؤولية بالمحاسبة (المعين والمنتخب).
على الجميع أن يتحمل مسؤوليته، لأن إصلاح الشأن السياسي ببلادنا أمر لا يهم الأحزاب السياسية والمنتخبين فقط، حيث إن الدولة مطالبة كذلك بتسخير كافة إمكانياتها بما فيها الإعلام العمومي، من أجل التوعية والرقي بالفعل والفاعل السياسيين.