عبد العزيز أكرام-صحافي متدرب عدد تقرير حديث الدوافع المختلفة التي تقف وراء المبادرة الإيرانية لإعادة علاقاتها مع المغرب إلى "حالتها الطبيعية"، كما أشار إلى ذلك وزير الخارجية الإيراني أمير عبد اللهيان في ندوة له قبل أسبوع، بحضور سفراء عدد من الدول الإسلامية.
وكشف التقرير الصادر عن مركز "الحائط العربي" أن التحول الراهن في الموقف الإيراني تجاه المغرب "يرتبط بدرجة كبيرة بالتحولات الجيوسياسية بالمنطقة، ذلك أنه يأتي في ظل التوتر الذي تشهده العلاقات مع إسرائيل منذ مجيء حكومة نتنياهو الحالية"، مشيرا إلى أن "طهران تستفيد من تقاربها مع المملكة العربية السعودية من أجل التقرب من المملكة المغربية".
التقرير الذي حمل عنوان "ما هي دوافع إيران لتطبيع علاقاتها مع المغرب؟" أوضح أن "ثمة قناعات لدى دول المنطقة بضرورة احتواء التوترات والصراعات، خصوصا وأن الصراعات المسلحة بكل من سوريا واليمن والعراق لم تسفر إلا عن مزيد من الدمار، ولذلك طُرح خيار التطبيع بين إيران ودول المنطقة".
" وتستثمر طهران في المناخ الذي تعيش على وقعه العلاقات بين إيران والدول العربية والذي نتج أساسا عن سياسات الاستيطان الإسرائيلية التي تنهجها حكومة بنيامين نتنياهو، فضلا عن التصريحات الإسرائيلية لقطع الطريق أمام تطلعات الفلسطينيين لإقامة دولة مستقلة". يضيف التقرير عينه.
وزاد أن "اتفاق طهران والرياض من شأنه أن يوفر مناخا مناسبا لتليين عودة العلاقات المغربية الإيرانية، بالنظر إلى الرغبة التي عبرت عنها طهران في إعادة العلاقات مع المغرب ومصر".
وبحسب تقرير مركز "الحائط العربي"، فالرغبة الإيرانية في إعادة المياه إلى مجاريها مع المغرب "تقابل بتحديات عديدة، لعل أهمها هو موقف طهران من "البوليساريو"، حيث دعمت أطروحة الجبهة الانفصالية مؤخرا بالأمم المتحدة، في الوقت الذي تتحدث فيه تقارير دولية عن مساهمات إيرانية في تدريب مقابلي الجبهة ومدهم بالسلاح، بمباركة جزائرية".
المبادرة الإيرانية كذلك تصطدم وفق التقرير بتحدي "تبني سياسة متوازنة في العلاقات مع كل من المغرب والجزائر، ذلك أن لإيران علاقات وطيدة مع الجزائر وتستغل الاضطرابات بالمنطقة للرفع من مبيعاتها العسكرية إليها. ومن الممكن أن يثير التطبيع الإيراني المغربي مخاوف جزائرية بخصوص موقف طهران من قضية الصحراء".
وسجل ذات المصدر أن "التحالف المغربي الأمريكي وتنسيقهما السياسي إزاء ملفات وقضايا دولية، بما فيها البرنامج النووي الإيراني، من شأنه أن يشكل تحديا آخر يعوق التطبيع بين الرباطوطهران، إذ يمكن أن تحاول إيران مساومة المغرب على موقفها من الصحراء مقابل دعم موقف طهران من برنامجها النووي".
واستبعد مركز "الحائط العربي" سيناريو عودة العلاقات بين البلدين في الوقت الراهن، إذ "يمكن توقع هذا السيناريو في سياق تحافظ فيه طهران على وقف براغماتي تجاه قضية الصحراء يسمح لها بالموازنة بين علاقاتها مع الرباط وكذا الجزائر، فيما يظل مستبعدا كذلك سيناريو دعم المغرب لموقف طهران من برنامجها النووي".