Reuters على مدى سنوات، ظلت "فاغنر"، بعيدة عن الأضواء، وأنكرت النخبة الحاكمة في روسيا وجودها بعد إجهاض تمرد مؤسس وقائد قوات فاغنر، الذي لم يحقق هدفه المُعلن، بات مصير مقاتلي المجموعة، محط الأنظار، رغم أن يفغيني بريغوجين، القائد المُتمرد، سيغادر إلى بيلاروسيا، وفق ما أعلن الكرملين في وقت سابق. وبعد التمرد القصير، مُنح مقاتلو فاغنر خيار الاندماج في القوات المسلحة الروسية أو عبور الحدود أو اللحاق بزعيمهم، بريغوجين، في المنفى في بيلاروسيا. وكان الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، قد أكد أن مقاتلي فاغنر، الذين قال إنهم "في الغالب من الوطنيين الحقيقيين لكنهم ضُللوا في مغامرة إجرامية، يمكنهم اختيار الانضمام إلى الجيش النظامي، أو العودة إلى عائلاتهم، أو الذهاب إلى بيلاروسيا". وأعلن جهاز الأمن الفيدرالي الروسي أيضاً إسقاط جميع التهم الجنائية الموجهة إلى المشاركين في التمرد، ممن كانوا يواجهون المحاكمة بتهمة التمرد المسلح. ونقلت وكالات الأنباء الروسية الرئيسية عن جهاز الأمن الفيدرالي قراره إغلاق القضية الجنائية المرفوعة على متمردي فاغنر. EPA ويقول أستاذ السياسة بجامعة كولومبيا، البروفيسور كيمبرلي مارتن، لبي بي سي: "إن مصير مرتزقة فاغنر لا يرتبط بالضرورة بمصير زعيمها يفغيني بريغوجين". ويستند البروفيسور مارتن، في تحليله إلى أن "مقاتلي فاغنر يخدمون المصالح الروسية بشكل جيد للغاية"، خاصة في أماكن مثل مالي وليبيا وجمهورية إفريقيا الوسطى، كما قال مارتين لبي بي سي. "استمرار فاغنر بخدمة مصالح روسيا" وسواء كانت المجموعة ستحافظ على شكلها الحالي أم لا، يشير مارتن، "إلى أنه من المرجح أن يستمر نفس أعضاؤها، بخدمة الدولة الروسية من خلال المساعدة في دعم الأنظمة الاستبدادية، وتقديم التدريب العسكري، وتوفير الأسلحة، وما إلى ذلك. وأكد مارتن، على ضرورة " التفريق بين شخصية "بريغوجين وبين مقاتلي فاغنر". ويحذر مارتن، من التسليم "بالعفو النسبي" على رئيس فاغنر، مستشهداً بحالة الضابط العسكري الروسي السابق والعميل المزدوج سيرجي سكريبال، الذي اغتالته روسيا عام 2018 على الرغم من العفو عنه من قبل موسكو. يأتي هذا في وقت قال فيه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إنه لن يتغير شيء في مالي وجمهورية أفريقيا الوسطى، حيث يساعد مقاتلو فاغنر الحكومات في محاربة المسلحين الإسلاميين والقوات المتمردة على التوالي. "مقاتلو فاغنر لن يقبلوا بالدمج" وقال رئيس المؤسسة العربية للدراسات الاستراتيجية، العميد سمير راغب، لبي بي سي، إن قوام مرتزقة فاغنر لن يرضوا بدمجهم مع القوات الروسية، لعدة أسباب: 1. العائد المالي من وزارة الدفاع الروسية أقل بكثير نسبة إلى عودهم مع منظمة فاغنر. 2. "وصمة التمرد" التي ستلاحقهم لوقت طويل. 3. تشكيكهم الدائم بقرارات وأوامر قيادة الجيش الرئيس. 4. خوفهم من انتقام الرئيس الروسي. * مرتزقة "فاغنر" بين الغضب ونظرية المؤامرة وأشار العميد راغب، أن الذين سيقبلون بالدمج من مقاتلين فاغنر، أولئك الذين يقاتلون بعيداً عن الحدود الروسية، مثل الذين يقاتلون في سوريا والسودان. وعن فكرة الدمج، وضح العميد راغب، أنها ستكون مشابهة لعملية دمج القوات الشيشانية، ولكن "لن تكون ضمن القوات الروسية بشكل مباشر". * "كتيبة أحمد" الشيشانية توقع عقوداً مع وزارة الدفاع الروسية وأكد العميد راغب أن الرئيس الروسي سيعمل على القضاء على خطر فاغنر، "القادم من بعض قادته ومقاتليه"، لكنه سيعمل أيضاً "للحفاظ على كيان منظمة فاغنر الموجود في 30 دولة". Reuters يقول بريغوجين إن هناك 25 ألف مقاتل يعملون تحت مظلة منظمة فاغنر وأضاف العميد راغب لبي بي سي، أن الرئيس بوتين "سيحاول التخلص من بريغوجين". وكان الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو، قد أكد وصول بريغوجين، وتم تعقّب طائرة خاصة مرتبطة بفاغنر وهي تهبط في العاصمة البيلاروسية مينسك، في وقت سابق. هل يمكن لمقاتلي فاغنر الانضمام إلى القوات المسلحة البيلاروسية؟ قال وزير الدفاع البيلاروسي فيكتور خرينيكوف، لرئيس البلاد ألكسندر لوكاشينكو، إنه يود تجنيد قوات فاغنر في الجيش البيلاروسي، وفق رويترز. ووجه لوكاشينكو وزير دفاعه، للتفاوض مع بريغوجين بشأن الاندماج المحتمل. ونُقل عن لوكاشينكو قوله إن بيلاروسيا لا تبني أي معسكرات لمقاتلي فاغنر، لكنها ستستوعبهم إذا أرادوا ذلك "عرضنا عليهم إحدى القواعد العسكرية المهجورة، وقلنا لدينا السياج المطلوب ولدينا كل شيء انصبوا خيامكم". ونفى لوكاشينكوا وجود خطط لفتح أي مراكز توظيف لشركة فاغنر في بيلاروسيا.