أثار تمرّد قوات "فاغنر"، على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مخاوف داخل أوساط الشعب الجزائري، من تحول جماعة البوليساريو المسلحة التي تنشط داخل التراب الجزائري إلى "فاغنر" جديدة، تهدد الأمن والاستقرار داخل الجزائر. ورغم أن النظام الجزائري هو الراعي الأول لميليشيا البوليساريو المسلحة التي تتخذ من ولاية تندوف مقرا لها، إلا أنه لا يستبعد، حسب مراقبين، أن تتحول الجماعة الانفصالية إلى "قنبلة موقوتة" قد تنفجر في وجه حكام قصر "المرادية" في أي وقت.
في هذا الصدد، قال محمد سالم عبد الفتاح، رئيس المرصد الصحراوي للإعلام وحقوق الإنسان، إن "حالة اليأس وغياب الأمل التي تنتاب عناصر البوليساريو بسبب فشل هذا المشروع الانفصالي، إضافة إلى الحرمان من الحقوق المترتبة عن وضعية اللجوء وغياب فرص الشغل والأنشطة الاقتصادية داخل مخيمات تندوف، كلها عوامل تدفع الشباب في تلك المخيمات إلى تبني طروحات فكرية وسياسية متطرفة سيما تلك المرتبطة الجماعات المسلحة المنتشرة في منطقة الساحل، ما أدى إلى وضع اجتماعي وسياسي، هو بمثابة قنبلة موقوتة من الممكن أن تتفجر في وجه الحاضن الجزائري في أي توقيت".
وأكد عبد الفتاح في تصريح ل"الأيام24″ أن "استمرار الاحتضان الجزائري لمشروع البوليساريو الانفصالي داخل ترابها الإقليمي، يكرس العديد من مظاهر الفوضى وتهديد الأمن والاستقرار في الجزائر وحتى في دول الجوار".
وأشار المتحدث، أن "المشروع الانفصالي باتت أجنداته تتقاطع مع أجندات الجماعات المسلحة المنتشرة في منطقة الساحل، كما بات يرعى العديد من الأنشطة غير القانونية في مقدمتها المتاجرة في السلاح ورعاية عصابات الجريمة المنظمة وتهريب البشر والمتاجرة في المخدرات".
وتابع الفاعل الحقوقي، "وبالتالي فوجود هذه الجماعة للانفصالية المسلحة يكرس انتشار مظاهر التسليح خارج القانون ويقوض الأدوار المنوطة بالدولة الجزائرية، وفي مقدمتها إحتكار العنف داخل التراب الإقليمي الجزائري، كما يكرس تنازل الدولة الجزائرية عن التزاماتها القانونية والسياسية فيما يتعلق بضبط مجالها الترابي".
وأوضح عبد الفتاح أن "النزعات الانفصالية باتت تنتقل إلى داخل الأقاليم الجزائرية وإلى المجتمعات التي لها خصوصيات ثقافية واجتماعية وسياسية داخل التراب الجزائري، في مقدمتها المطالب المعبر عنها في منطقة "القبايل" ومنطقة الجنوب التي باتت تشهد عمليات مسلحة ضد الجيش الجزائري"، مشيرا أن "رعاية هذه الجماعات المسلحة بات يتسبب في عدوى المطالب الانفصالية لدى المناطق والأقاليم الجنوبية".