PA Media عندما وقعت شركة سبوتيفاي Spotify عقداً حصرياً مع دوق ودوقة ساسكس، والذي قُيّم بحوالي 20 مليون في عام 2020، كان الزوجان يخوضان خطواتهما الأولى في العالم التجاري، وكانت صناعة البودكاست في طليعة النمو، ولكن الأحوال تغيرت. في الوقت الحالي، تضاءلت أهمية العلامة التجارية للأمير هاري وميغان في نظر بعض الناس، ويقلل سبوتيفاي اعتماده على التعاقدات الكبيرة مع المشاهير والمحتوى الأصلي المكلف الذي أثر على أرباحه. أصبح بودكاست ميغان واحد من المواضيع الأكثر شهرة هذا الأسبوع عندما أعلنت سبوتيفاي وشركة أرتشويل أوديو Archewell Audio التابعة للدوق والدوقة عن قرارهما المتفق عليه بفسخ العقد بشكل متبادل. جاء ذلك بعد انتهاء صفقة سبوتيفاي مع شركة الإنتاج التابعة لباراك وميشيل أوباما العام الماضي. وأقالت سبوتيفاي مئات الموظفين منذ ذلك الحين، ما أثر على قسم البودكاست الواسع النطاق، وهو تجمع من شركات البودكاست التي أنفقت أكثر من 400 مليون دولار على استحواذها عليها قبل بضع سنوات فقط. * من أين يحصل هاري وميغان على المال؟ أقر الرئيس التنفيذي لشركة سبوتيفاي، دانيال إيك، بأن الشركة ارتكبت بعض الأخطاء خلال حملة الإنفاق التي تجاوزت مليار دولار في العام 2019 بهدف وضع نفسها كلاعب رئيسي في هذه الصناعة. ويقول:"أنتم على حق عند الإشارة إلى الدفع بأجور مرتفعة والاستثمار الزائد". مبيناً إيك، أن الشركة ستعمل جاهدة في كيفية الاستثمار في الصفقات المستقبلية: "سنكون حذرين جداً في كيفية استثمارنا في صفقات المحتوى المستقبلية". وأضاف: "وبالطبع، لن نجدد الصفقات التي لا تحقق أداء جيداً، وسننظر بالتأكيد في الصفقات التي تحقق أداء جيداً على أساس كل حالة على حدة وفق القيمة النسبية". Getty Images دانيال إيك شارك في تأسيس شركة البث السويدية "سبوتيفاي" في عام 2006. يبدو أن سبوتيفاي ما يزال لديها القدرة على الاستمرار في إقامة شراكات مكلفة. في العام الماضي، رفضت سبوتيفاي دعوات لقطع العلاقات مع النجم المثير للجدل جو روغان، الذي قالت التقارير إنه تلقى 200 مليون دولار في عام 2020 لمنح المنصة حقوق الاستماع الحصرية. لكن برنامج السيد روغان يقدم عدة حلقات طويلة كل أسبوع، ويقال إنه يستقطب متوسط جمهور يصل إلى 11 مليون شخص. على النقيض من ذلك، أنتجت ميغان فقط 12 حلقة من بودكاستها "أركيتايبس" في العام الماضي. وجاء في البيان المشترك الذي أعلن عن الانفصال أن ميغان و سبوتيفاي كانا "فخورين" بالمحتوى الذي قدماه معاً. * هاري وميغان يتوجان بجائزة لجهودهما في مجال حقوق الإنسان إذ حقق برنامج "أركيتايبس" نجاحاً كبيراً عندما تم إطلاقه العام الماضي، حيث احتل المرتبة الأولى في قوائم سبوتيفاي في ستة أسواق، بما في ذلك الولاياتالمتحدة والمملكة المتحدة. وفاز البرنامج، الذي قامت فيه ميغان بمقابلة مشاهير آخرين مثل سيرينا وليامز وماريا كاري وميندي كالينغ، أيضاً بجائزة اختيار الجمهور. ومع ذلك، يعتقد خبير الاتصالات، مارك بوركوسكي، أن البرنامج قد لا يكون مقنعاً بما يكفي عندما قامت سبوتيفاي بمراجعة الأرقام. * كل ما نعرفه عن حياة هاري وميغان بعيدا عن العائلة الملكية وقال: "الأمر يتعلق دائماً بالمحتوى...من الواضح أنه لم يكن هناك جمهور كبير بما يكفي للبرنامج، إذا لم تتمكن من تقديم قيمة لعملك، فلن يدفع لك أحد". Getty Images روغان يعمل ك "ستاندآب كوميدي" ومُضيف بودكاست ومعلق لبطولة يو إف سي. يقول السيد بوركوسكي إنه لا شك في أن الدوق والدوقة لا يزال لديهما قيمة كعلامة إعلامية، ولكن قد لا تكون كما كانت في السابق. أظهر استطلاع للرأي أجرته مجلة نيوزويك، في وقت سابق هذا العام، أن شعبية الثنائي في الولاياتالمتحدة تضررت بعد الحملة الإعلامية المكثفة التي تلت إصدارهما لسلسلة وثائقية على نتفليكس ونشر سيرة هاري بعنوان "سبير". وكان عنوان مجلة نيوزويك: "كلما تحدث الأمير هاري وميغان يتنقاص عدد الأميركيين الذين يحبونهم". طوابير في لندن أمام المكتبات لشراء مذكرات الأمير هاري يقول السيد بوركوسكي إنه على الثنائي، الذين تخليا عن أدوارهما كأفراد من العائلة المالكة في عام 2020، أن يفكرا جيداً فيما يمكنهما تقديمه في المستقبل. يقول بوركوسكي فيما يتعلق بانفصالهما عن سبوتيفاي:"إنه خيط تم سحبه من العلامة التجارية، إذا كانوا يرغبون في إيقاف تفككه، فعليهما أن يفكرا جيداً، أكبر سؤال هو هل سيتعلمون من هذا الركود أم أنهما سيتجاهلانه وسيعتبرانه مجرد خلل مؤقت". وصرح المتحدث باسم وكالة المواهب الهوليوودية، التي تمثل الدوقة، لصحيفة وول ستريت جورنال، هذا الأسبوع قائلاً: "ميغان ما زالت تعمل على تطوير المزيد من المحتوى على منصة أخرى". ويقول ماكس ويلينز، كبير المحللين في شركة إنسايدر إنتليجنس Insider Intelligence، إن سبوتيفاي ليست الشركة التكنولوجية الوحيدة التي أنفقت بكثافة في السنوات الأخيرة للتعاقد مع مواهب لم تكن تتناسب مع المبالغ المالية التي ربحتها. ولقد ولت الأيام العصيبة في العام الماضي، حيث تدهورت الأحوال الاقتصادية وانخفضت أسعار الأسهم. ولكن أسهم سبوتيفاي، التي تواصل جذب المستخدمين شهدت زيادة في مجموعة البودكاست الخاصة بها لأكثر من خمسة ملايين مستخدم، ارتفعت بنسبة تقارب 90٪ هذا العام، حيث رحب المستثمرون بوعود السيد إيك بالتركيز على "الكفاءة". في إعلانها عن "المرحلة التالية" لأعمالها في مجال البودكاست هذا الشهر، أشارت الشركة إلى أنها ستعتمد على مبدأ التكلفة المنخفضة من خلال مبدأ الإبداع الخارجي، مع التركيز على الاستثمار في البرمجة المستمرة. يقول ماكس ويلينز: "المنصات التي دخلت في عالم البودكاست اضطرت لبذل بعض الوقت لمعرفة ما هو الذي يشكل استثماراً جيداً، فقرار سبوتيفاي والدوق والدوقة بإنهاء العمل مع بعضهما مفهوم وطبيعي من هذه العملية". وأضاف:"كانت تلك صفقات كبيرة جداً مصممة لإثارة الضجة وجذب العناوين الإعلامية، وقد تحقق ذلك، أما إذا ما كان لديهم منطق اقتصادي جيد على المدى الطويل، فهو سؤال مختلف".