أثارت زيارة وزير الشؤون الخارجية الأوكراني، دميترو كوليبا، للمغرب، أمس الاثنين في إطار جولة أفريقية ينظمها كوليبا، موجة نقاش بين أوساط متتبعي المشهد السياسي المغربي. فانقسمت الآراء عبر منصات التواصل الاجتماعي بين من اعتبرها خطوة أخرى من المغرب في سياق تعزيز علاقاته في المحيط الدولي، ومن فسرها على أن المغرب بدأ يغير موقفه الحيادي تجاه الحرب الروسية-الأوكرانية، وبين من ربطها بمجريات القمة العربية الأخيرة فقال "ملامح الترتيبات التي جعلت المغرب يغير رأيه من عودة سوريا، بدأت تتضح للعلن". وفي خضم كل هذه التفسيرات والرؤى؛ جدد وزير الخارجية المغربي، ناصر بوريطة، أمس في الرباط، التأكيد على حيادية المغرب وأنه ليس طرفا، بأي شكل من الأشكال، في النزاع بأوكرانيا.
وأوضح حسن بلوان، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة محمد الخامس، في هذا الصدد، "أن العلاقات المغربية-الأوكرانية ليست جديدة، مفسرا أنه "لم يكن المخطط أو الهدف من مشاركة المغرب في قمة جدة هو جذب أوكرانيا إلى صفه؛ كون العلاقات المغربية الأوكرانية قديمة وقوية قبل الأزمة الاوكرانية وبعدها".
وأبرز بلوان، في تصريحات ل "الأيام 24″، أن "بعض الدوائر قد تفسر هذه الزيارة على أن المغرب بدأ في نهج الانحراف أو عقد تحالفات في ما يخص الحرب الروسية -الأوكرانية أو أنه بداية الميل نحو أحد المعسكرات؛ لكن هذا غير صحيح لأن موقف المغرب واضح وهو الحياد مع التركيز على رفض أي مساس بالوحدة الترابية للدول".
وأشار خبير العلاقات الدولية إلى موقف الحياد الذي يتبناه المغرب منذ اندلاع الحرب بين الدولتين، ورفضه -في نفس الوقت -المساس بالوحدة الترابية لأوكرانيا. مضيفا أن المغرب مازال مستمرا في هذا الموقف.
وأردف الخبير السياسي أن للمغرب علاقة جيدة أيضا مع روسيا. إذ استمرت الاتصالات بين البلدين أثناء الحرب، ولم ينخرط المغرب في العقوبات الغربية ضد روسيا. ف "امتنع مرات عن التصويت ضد روسيا تارة، ووقف إلى جانب أوكرانيا تارة أخرى، ما يؤكد نجاح المغرب في سياسة الحياد الإيجابي واتخاذ مواقف متوازنة دون الانحياز إلى أحد طرفي او معسكرات النزاع".
وارتباطا بمشاركة المغرب في قمة الجامعة العربية؛ أبرز بلوان أن "هذه الزيارة جاءت بعد مشاركة المغرب في قمة جدة، والتي كان مدعوا إليها الرئيس الأوكراني. وسياق زيارة وزير الخارجية الأوكراني للمغرب وتوقيتها يبرز قيمة وأهمية ومكانة المغرب في محيطه الدولي والعربي ومدى مساهمته الدائمة في فرض السلام وفك النزاعات بالطرق السلمية، خاصة في العالم العربي".
كما نفى أستاذ العلاقات الدولية ارتباط هذه الزيارة بموافقة المغرب على عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية. إذ قال إنه "قبل هذه القمة؛ كانت للمغرب بعض التحفظات على عودة سوريا للجامعة العربية، لكن وافق فيما بعد بسبب الضمانات التي قدمتها السعودية وتغليبا ل0لية الإجماع العربي ومساهمة في حل الأزمة السورية".