أفاد وزير الصناعة والتجارة، رياض مزور، بأن شركة "لاكوست" الفرنسية قامت بسحب جميع الأقمصة التي تضم خريطة المغرب مبتورة من صحرائه، وذلك بعد الضجة التي أثارتها عملية تسويق هذه الأقمصة، والتي وصلت إلى شن حملات إلكترونية من طرف المغاربة بمواقع التواصل الاجتماعي تدعو إلى مقاطعة منتوجات هذه الشركة.
وقال مزور، في جواب عن سؤال كتابي للمجموعة النيابية للعدالة والتنمية بمجلس النواب، بخصوص تسويق ألبسة الشركة الفرنسية التي تمس بالوحدة الترابية للمملكة، أن'' مصالح الوزارة ربطت الاتصال بمسؤولي الشركة بفرنسا الذين عبروا عن أسفهم عن هذا الحادث غير المتعمد، وأضاف أنه تجاوبا مع طلب الوزارة ووعيا منها بأهمية المغرب كشريك استراتيجي، عملت الشركة الفرنسية على سحب المنتوج على الفور من جميع النقاط الرسمية للبيع في جميع أنحاء العالم.
وأوضح الوزير أن ''وزارة التجارة والصناعة قامت بعدة إجراءات فور علمها بالخبر، وبالضجة التي أثيرت في مواقع التواصل الاجتماعي، حيث باشرت تحريات ميدانية في جميع نقط البيع، وكذا لدى المنتجين المحليين في قطاع النسيج، ومن خلال هذه التحريات الميدانية، اتضح أن هذا المنتوج لم يتم تصنيعه من طرف أي شركة مغربية ولم يتم بيعه في نقط البيع الرسمية للشركة بالمغرب''.
وتأتي خطوة سحب الأقمصة في ظل دعوات العديد من المغاربة عبر مواقع التواصل الاجتماعي إلى مقاطعة منتجات شركة "لاكوست"، بعدما تسببت هذه الأخيرة من خلال منتجها الأخير في إغضاب المغاربة و استفزازهم بخصوص قضيتهم الوطنية الأولى، الشيء الذي حفز مطالب بمقاطعة متاجر الشركة المتواجدة بالمغرب، بمجموعة من الأسواق الكبرى وخارجها.
ودشن نشطاء على تويتر في ذلك الوقت هاشتاغ #Boycott Lacoste الذي يدعو إلى مقاطعة منتوجات الشركة إلى غاية تقديم اعتذار رسمي والتراجع عن بتر خريطة المغرب، بعدما عرضت هذه الأخيرة قميصها المثير للجدل للبيع في خمسة ألوان (الأسود والأبيض والأخضر والأزرق ثم الوردي)، بمبلغ 140 أورو.
وتعد هذه الحادثة ليست الأولى من نوعها، حيث قامت شركة "أديداس" العام الماضي بتضمين قميص المنتخب الجزائري أشكالا هندسية مستوحاة من الزليج المغربي، مما دفع وزارة الثقافة إلى الاحتجاج على الشركة، قبل أن تقدم الأخيرة اعتذارها للمغاربة.
وكشفت الشركة الألمانية لبيع الملابس الرياضية، في بيان سابق لها، أن تصميم قميص منتخب الجزائر، مستوحى من زخارف الزليج المغربي، معلنة بذلك توصلها إلى تسوية ودية وقانونية مع وزارة الثقافة والشباب والتواصل، بشأن هذه القضية.
وكانت الشركة قد قررت في وقت سابق فسخ عقدها مع الاتحاد الجزائري لكرة القدم، وذلك بعد أيام من الجدل الكبير حول قميص المنتخب الوطني الخاص بالتدريبات.