أثار منتج جديد للشركة الفرنسية "لاكوست" للألبسة، غضب المغاربة، عقب إصدار الشركة قميصًا يضم رسمًا على الجهة الأمامية يمثّل خريطة العالم، حيث يظهر المغرب مقسمًا إلى جزئين، مبتورا من صحرائه. حيث غرّد رواد مواقع التواصل الاجتماعي تحت وسم "قاطعوا لاكوست" و"boycotteLacoste"، مطالبين الشركة بالاعتذار عن قص خريطة المغرب، واعتبر البعض أن تصرف الشركة هو جزء من سلسلة من الأعمال الفرنسية غير الودية والعدائية وتصريف للأزمة الدبلوماسية عن طريق قنوات اقتصادية تجاه المغرب. ووفق شركة "لاكوست" الفرنسية للملابس الجاهزة، التي تأسست عام 1933 على يد لاعب التنس الفرنسي رينيه لاكوست ورجل الأعمال أندريه جيلير، فإن القميص الجديد مستوحى من قميص صممه رينيه لامدكوست عام 1933، في محاولة للدفاع عن منتجها والنأي به عن الأزمة الدبلوماسية بين فرنسا والمغرب.
إلى ذلك، دعا كثير من المغاربة سلطات البلاد إلى "منع دخول هذا المنتج لأرض الوطن وعرضه بمحلات "لاكوست" المتواجدة بالبلاد"، مطالبين ب"مراسلة الشركة بصفة رسمية لتصحيح الأمر أو فك الارتباط معها بشكل نهائي". وإغلاق محلاتها، حيث تتوفر على 18 متجرا لها في المغرب، وتشمل 4 في الدارالبيضاء، و3 في مراكش، و3 في طنجة، و2 في الرباط، و2 في فاس، و2 في وجدة، و2 في أكادير.
حسب نشطاء آخرون فإن ما أقدمت عليه الشركة الفرنسية "يكشف بالملموس المخطط الفرنسي للضرب في الوحدة الترابية للمملكة"، لافتين إلى أن "تصرف الشركة الفرنسية ليس بريئا لاسيما كون باريسوالرباط دخلتا في حالة توتر باتت واضحة".
يأتي جدل المنتج الجديد للشركة الفرنسية في ظل توتر بين باريسوالرباط منذ عام تقريبا، زادت حدته بعد اتهامات للمغرب بالتجسس عبر برنامج "بيغاسوس"، وقرار باريس تشديد شروط منح التأشيرات للمواطنين المغاربة بسبب ملف المهاجرين غير النظاميين الذين تريد باريس ترحيلهم، وصولا إلى تعميق الخلاف إثر تصويت البرلمان الأوروبي في منتصف شهر يناير الماضي، على قرار يطالب المغرب باحترام حرية التعبير والصحافة، وهو ما دفع البرلمان المغربي إلى "إعادة النظر في علاقاته مع البرلمان الأوروبي وإخضاعها لتقييم شامل"، مع توجيه الصحافة المحلية أصابع الاتهام إلى فرنسا بالوقوف وراء القرار.