أكد السفير الممثل الدائم للمملكة لدى الاتحاد الإفريقي واللجنة الاقتصادية لإفريقيا، محمد عروشي، أمس الجمعة بأديس أبابا، أن التعاون العسكري بين المغرب والدول الإفريقية يندرج في إطار الرؤية التضامنية والتقليدية للمغرب تحت قيادة الملك محمد السادس، بهدف الوقاية من النزاعات والحفاظ على السلم والاستقرار في القارة الإفريقية. وأضاف عروشي، الذي يترأس الوفد المغربي المشارك في الاجتماع الوزاري العادي الخامس عشر للجنة التقنية المتخصصة في الدفاع والسلامة والأمن بالاتحاد الإفريقي، أن هذا التعاون يمثل أداة فعالة لتنفيذ خارطة الطريق الإفريقية الهادفة إلى إسكات البنادق من خلال تعزيز قدرات الجيوش الإفريقية وتحسين قابليتها للتشغيل البيني. L'Ambassadeur du Maroc a rendu une visite de courtoisie au Général Ibrahima Sory Bangoura récemment nommé Chef d'Etat-major des forces armées guinéennes. Profitant de cette occasion pour le féliciter pour cette nomination et lui souhaiter plein succès dans sa nouvelle mission. pic.twitter.com/VANUeHSdF5 — Morocco In Guinea (@MoroccoInGUINEA) May 12, 2023 وحول التعاون المغربي الإفريقي في هذا المجال، قال محمد الطيار، الخبير الأمني والإستراتيجي، إن للمغرب خبرة كبيرة في المجال العسكري راكمها منذ القدم وله كذلك قدرات وخبرة متنوعة في مجال التكوين العسكري، لذلك وفي إطار الاستراتيجية التي يعتمدها في إطار المجهودات التي يبذلها لبناء السلم والأمن والحفاظ عليه والتزامه بالدود عن القيم العالمية واحترام الشرعية الدولية والمشاركة في عمليات حفظ السلام، يقوم المغرب بمساعدة مختلف الدول الأفريقية من خلال الشركات التي يتم ابرامها في مجال التكوين والتأهيل العسكر.
وأوضح الطيار في تصريحه ل"الأيام 24″، أن هذا الأمر من شأنه أن يجعل هذه الدول لها القدرة على بناء الاستقرار في بلدانها وبسط نفوذها على كامل ترابها الوطني وتعزيز قدراتها من اجل التصدي لمختلف التهديدات والمخاطر. موضحا أن الاستراتيجية التي يعتمدها المغرب في بناء الأمن والاستقرار لا تقتصر فقط على جوانب التكوين والتدريب العسكري، بل تشمل أيضا جوانب متنوعة مرتبطة بالتكوين في المساعدة الطبية والإنسانية والتكوين الديني وغيره.
وأشار المتحدث نفسه، إلى أنه وفي إطار مكافحة الإرهاب في منطقة الساحل الأفريقي "قام المغرب بتقديم مساعدات عسكرية وتنسيق استخباراتي، وتكوين ديني والعمل على تقريب وجهات النظر بين مختلف الفرقاء في الأزمة التي تشهدها دولة مالي من أجل الوصول لحل سلمي للمعضلة الأمنية الحاصلة".
الطيار أضاف أن "الزيات التي قام بها الملك محمد السادس للدول الأفريقية والتي تجاوزت عدد 50 زيارة، والتي شهدت توقيع العديد من الاتفاقيات تهدف بالأساس إلى إيمان الملك محمد السادس بالدور المركزي المنوط بالمغرب من أجل النهوض بالقارة الأفريقية وبناء السلام وإسكات البنادق والقضاء على البؤر السالبة للأمن". #FARMAROC #Cooperation #Paratroopers قام رئيس الجمهورية الغينية للفترة الانتقالية الكولونيل مامادي دومبوي بزيارة لثكنة فوج القوات المحمولة جوا BATA بضواحي كوناكري، حيث يتواجد عناصر من القوات المسلحة الملكية لتأطيى العملية الرابعة للقفز المظلي لفائدة القوات المسلحة الغينية. pic.twitter.com/QgQVFygCQx — Far-Maroc (@FAR_MAROC) May 5, 2023 وأبرز أن الدور الريادي الذي يلعبه المغرب في بناء الأمن والسلم في أفريقيا والعالم يتجسد في الموثوقية والمصداقية التي يتمتع بها، و"لعل المناسبة السنوية لمناورات الأسد الافريقي التي تعرف مشاركة عدة دول وازنة منها الولاياتالمتحدةالأمريكية، وكذلك استضافت المملكة المغربية فعاليات المؤتمر الوزاري الأول للدول الأفريقية الأطلسية "أفريقيا الأطلسية" في 8 يونيو 2020 بمشاركة 21 دولة، من أجل الدفاع عن المصالح الاستراتيجية للدول الأفريقية وتحقيق الاستفادة المثلى من القيمة الاستراتيجية للمحيط الأطلسي، وهي أمثلة من بين غيرها تمثل حرص المغرب وعزمه على النهوض بالقارة الأفريقية.
وختم الطيار قائلا: "مناورات الأسد الأفريقي تجسد دور المغرب المركزي في التعاون العسكري الأمريكي مع دول القارة الأفريقية باعتبار أن هذه المناورات هي الأكبر والأضخم التي تجري في القارة الأفريقية، واختيار المغرب كمركز لهذا النوع والحجم من المناورات العسكرية يقوم على كون المغرب يعد من الدولة الأفريقية التي تملك جيشا نظاميا وعصريا يواكب أحدث التطورات في مجال التصنيع العسكري".
من جهة أخرى، أبرز السفير الممثل الدائم للمملكة لدى الاتحاد الإفريقي واللجنة الاقتصادية لإفريقيا، أبرز أن هذا التعاون يغطي عدة مجالات، بما في ذلك التكوين والتدريب والدعم التقني واللوجستي، وتبادل الخبرات والمساعدة الإنسانية والمشاركة في عمليات حفظ السلام، موضحا أن المملكة تبذل جهودا كبيرة في مجال حفظ السلام من خلال مشاركتها في ست بعثات للأمم المتحدة بإفريقيا وفي القاعدة اللوجستية للاتحاد الإفريقي بالكاميرون.
كما أشار الدبلوماسي المغربي إلى أن إحداث مركز للتميز لعمليات حفظ السلام مؤخرا بالمغرب سيساهم في توفير التكوين لفائدة الخبراء العسكريين والمدنيين وقوات الشرطة وكذا لفائدة المنظمات الإقليمية والقارية والدولية، بما في ذلك الاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة.
وعلى الصعيد الإنساني، أبرز عروشي أن مساهمة القوات المسلحة الملكية حاسمة في هذا الباب، حيث تمت إقامة عشرات المستشفيات الطبية والجراحية الميدانية في إفريقيا، والتي مكنت من تقديم أكثر من 600 ألف خدمة طبية. مؤكدا أن العمل الإنساني للمملكة تجاه القارة الإفريقية قد تجسد بشكل واقعي من خلال دعمها التقني واللوجستي لصالح البلدان الإفريقية الصديقة المتضررة من الأزمات أو الكوارث، لا سيما خلال تفشي جائحة كوفيد -19.
وأضاف فيما يتعلق بمجال التدريب أن القوات المسلحة الملكية تشارك بشكل نشط، إلى جانب نظرائها الأفارقة، في التدريبات والمناورات المشتركة. وقال إن متعاونين عسكريين مغاربة قد تم إلحاقهم بعدد من البلدان لمواكبة إحداث مدارسهم التدريبية الخاصة. مشيرا إلى أن المملكة، وبفضل الخبرات التي راكمتها منذ الستينيات، تتمتع بقدرات وخبرات معرفية تمكنها من المساهمة على مستويات مختلفة في تعزيز السلم والأمن في إفريقيا.
وبخصوص التكوين العسكري، أبرز عروشي أن المغرب يستقبل سنويا متدربين أفارقة لمتابعة تدريبات داخل مؤسسات القوات المسلحة الملكية. بالإضافة إلى ذلك، يتم إرسال فرق متنقلة تابعة للقوات المسلحة الملكية لتقديم تكوينات محددة بعدد من البلدان الشريكة. كما يتم تعزيز التعاون في مجال التكوين بشكل أكبر من خلال الشراكات التي تم إبرامها بين مؤسسات التكوين التابعة للقوات المسلحة الملكية، من قبيل الكلية الملكية للدراسات العسكرية العليا والأكاديمية الملكية العسكرية، والمدارس العسكرية بالبلدان الإفريقية.
وأضاف أن " التعاون في مجال التكوين العسكري يعزز قابلية التشغيل البيني لقواتنا من حيث التكتيكات والتقنيات والإجراءات ويحسن قدرتها على العمل المشترك في إطار عمليات حفظ السلام أو عمليات خارجية مشتركة أخرى.
وخلص عروشي إلى التأكيد على أن مساهمة المملكة المغربية في مختلف مبادرات وعمليات دعم السلام، والتي تندرج في إطار الحفاظ على السلم والأمن في إفريقيا وتسترشد برؤية الملك محمد السادس، تؤكد التزامها بالدفاع عن القيم العالمية للسلم والأمن بمختلف أنحاء العالم، وكذا التزامها التام باحترام القانون والشرعية الدولية.