قاد رئيس حزب الجمهوريين اليميني الفرنسي، إيريك سيوتي، الأسبوع الماضي وفدا من حزبه، في ، زيارة رسمية للرباط، استمرت لثلاثة أيام، في محاولة للتخفيف من حدة الأزمة الراهنة بين الرباط وباريس. والتقى إيريك سيوتي عددا من المسؤولين المغاربة في مقدمتهم عزيز أخنوش، رئيس التجمع الوطني للأحرار، ووزير التجهيز نزار بركة، ورئيس مجلس المستشارين النعم ميارة. وطالب رئيس حزب "الجمهوريون" الفرنسي، إيريك سيوتي، بتصحيح الأخطاء المرتكبة وغياب التقدير تجاه المغرب، مبرزا أن الروابط التي تجمع المغرب وفرنسا "قوية جدا". وقال سيوتي، في تصريح صحفي عقب محادثاته مع رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، عزيز أخنوش، "علينا اليوم العمل على تصحيح الأخطاء المرتكبة وكذا غياب التقدير تجاه المغرب".
وفي هذا الصدد، أكد محمد غياث، رئيس التجمع الوطني للأحرار، في تصريح خص به الأيام 24 أن زيارة وفد من الحزب الجمهوري الفرنسي، برئاسة إيريك سيوتي، إلى المغرب، وإجرائه محادثات مع حزب التجمع الوطني للأحرار، الرئيس عزيز أخنوش يحمل أكثر من دلالة في ظل السياق الصعب الذي تمر منه العلاقات المغربية الفرنسية.
وأضاف غياث أن الدلالة الأولى المباحاثات تتجلى في دور الديبلوماسية الحزبية في إذابة الكثير من الجليد في العلاقات بين الرباط وباريس والتي لا تتناسب مع العمق التاريخي بين البلدين، مضيفا بالقول لذلك من واجبنا نحن كأحزاب السياسية أن نقوم بأدوارنا الديبلوماسية الموازية التي تتماشى مع مرتكزات الديبلوماسية الرسمية التي يقودها جلالة الملك والتي تجعل القضية الوطنية هي النظارة الذي تنظر بها بلدنا للعلاقات الدولية.
كما سجل غياث أن هذه الزيارة تؤكد وجود قناعة لدى الكثير من النخبة السياسية الفرنسية مفادها أن مواقف السلطات الفرنسية تجاه بلدنا تتسم بالغموض والضبابية اتجاه وحدتنا الترابية وهو ما يتناقض مع المواقف الثابتة للديبلوماسية الفرنسية خلال العقدين الأخيرين، وهو ما عبر عنه رئيس الحزب الجمهوري الذي قال علينا اليوم العمل على تصحيح الأخطاء المرتكبة وكذا غياب التقدير تجاه المغرب، يضيف غياث.
وشدد رئيس التجمع الوطني للأحرار بمجلس النواب أن الدلالة الثالثة مرتبطة بسياق الزيارة التي تتزامن مع الشعبية المتدنية للرئيس إيمانويل ماكرون، التي وصلت إلى أدنى مستوياتها منذ سنة 2019، وبالتالي فإن زيارة سيوتي بما يمثله حزبه من وزن سياسي كبير على الساحة السياسية الفرنسية علما أنه هو صاحب أكبر عدد من المقاعد في مجلس الشيوخ بعد فوزه بانتخابات 2020، وبما يمثله سيوتي نفسه من شرعية سياسية كأحد الوجوه السياسية البارزة وكمرشح بقوة للانتخابات الرئاسية الفرنسية سنة 2027،. وبالتالي فنحن أمام زيارة للمستقبل.
وفي ما يخص الدلالة الرابعة، قال غياث أن الزيارة استصدرت اعترافا واضحا من رئيس الحزب الجمهوري الذي اعترف رسميا بسيادة المغرب عليها لا جدال فها، لا بد من حل لهذه المسألة الاستراتيجية، وهذا هو الحزب الجمهوري الذي ظل صديقا للمغرب وفي عهد رؤساءه كانت فرنسا من أول الدول في الاتحاد الأوروبي التي أعلنت دعم مقترح الحكم الذاتي في الصحراء تحت السيادة المغربية، قبل أن يصيب هذا الموقف فتور غير مفهوم وغير مبرر من لدن السلطة الفرنسية.