Anadolu Agency via Getty Images استمرار الاشتباكات في العاصمة الخرطوم شن الجيش السوداني ضربات جوية استهدفت العاصمة الخرطوم، رغم الهدنة التي تهدف إلى إتاحة فرصة الفرار للمدنيين. وقال الجيش إنه يشن هجوما على المدينة لطرد قوات الدعم السريع شبه العسكرية المنافسة له. يأتي ذلك في وقت أكدت جامعة الدول العربية على ضرورة الوقف الفوري غير المشروط للعنف في السودان، وإتاحة الفرصة لإنجاح جهود التسوية حتى تؤتي ثمارها في القريب العاجل. وعُقد اجتماع استثنائي لمجلس جامعة الدول العربية، يوم الإثنين، بمقر الجامعة في العاصمة المصرية القاهرة، على مستوى المندوبين الدائمين بشأن السودان. وحذر السفير محمد مصطفى عرفي، مندوب مصر لدى الجامعة، ورئيس الدورة الحالية، في كلمته الافتتاحية، من أن المساس بالمدنيين بالسودان، واستهداف منشآتهم، لا سيما الطبية منها، أمر خطير للغاية، ويمثل انتهاكا واضحا وسافرا للقانون الدولي والقانون الإنساني. وأشار عرفي إلى أن الأيام الماضية شهدت جهدا عربيا كبيرا، وتشاورا مستمرا بين وزراء الخارجية العرب، وكذلك مع نظرائهم بالخارج من أجل التوصل لتهدئة الأوضاع في السودان. واحتدم القتال حتى بعد إعلان الأطراف المتصارعة تمديد الهدنة ثلاثة أيام إضافية. وأُبلغ عن سقوط ما يزيد على 500 قتيل، مع الاعتقاد بأن العدد الحقيقي للضحايا أكبر من ذلك بكثير، ولا يزال الملايين محاصرين في الخرطوم. ويتنافس قائد الجيش، عبد الفتاح البرهان، وقائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو، المعروف باسم حميدتي، على السلطة، ويختلفان على نحو خاص بشأن خطط ضم قوات الدعم السريع إلى الجيش. وكان الطرفان قد وافقا على هدنة إنسانية بعد جهود دبلوماسية مكثفة بذلتها دول مجاورة والولاياتالمتحدة والمملكة المتحدة والأمم المتحدة، وجرى تمديدها لكنها لم تصمد. وليس واضحا ما ستفعله الأطراف خلال المرحلة التالية من الاتفاق، الذي جرى التوصل إليه بوساطة أمريكية وسعودية، وفقا للجيش. ويخوض السودان حاليا حربا أهلية، ويقول رجل الأعمال السوداني، محمد إبراهيم، إن الصراع لا يجب أن يمتد إلى حدود البلاد حتى لا يتحول إلى صراع إقليمي. وقال لبي بي سي: "لا نريد سوريا أخرى"، مضيفا أنه من الصعب على أي من الطرفين تحقيق مكاسب صريحة. AFP via Getty Images نقطة تفتيش للجيش السوداني في الخرطوم ويقول بول آدامز، مراسل بي بي سي للشؤون الدبلوماسية الذي يراقب الأحداث من نيروبي في كينيا، إن الجيش سيجد صعوبة في طرد قوات الدعم السريع من الخرطوم. وأضاف مراسلنا أنه على الرغم من تفوق الجيش عسكريا، فإن قوات الدعم السريع تتمتع بقدر كبير من الحركة وأكثر ملاءمة لحرب المدن. وكان الجيش قد أعلن، قبل الإعلان عن تمديد الهدنة، أنه نفذ عمليات استهدفت قوات الدعم السريع شمالي وسط المدينة. واستأنف برنامج الغذاء العالمي، يوم الإثنين، عملياته في السودان، متراجعا عن قرار انسحابه قبل أسبوعين، بعد مقتل ثلاثة من موظفيه في أعقاب اندلاع القتال في الخرطوم. وقال حامد خلف الله، من معهد التحرير لسياسة الشرق الأوسط، أحد الذين لم يستطيعوا الفرار: "عندما يكون هناك أي قصف مُدَوٍ ويقترب، نحتمي بالمنزل، ونسعى إلى التجمع في غرفة مركزية، بعيدا عن النوافذ، وبعيدا عن الجدران، وما إلى ذلك، ونستلقي على الأرض حتى ينتهي القصف". وأضاف: "عندما يكون القصف بعيدا نوعا ما، نسعى إلى الاستفادة من الساعات الهادئة التي نحصل عليها، بضع مرات يوميا، للخروج بسرعة والحصول على ما نحتاجه، وهو أيضا أمر محفوف بالمخاطر للغاية ولكن يتعين علينا عمله". * اشتباكات السودان: سائقو حافلات يطلبون "مبالغ فلكية" لنقل الفارين عبر الحدود * اشتباكات السودان: حميدتي يقول لبي بي سي إنه مستعد للتفاوض مع البرهان لكن بشروط وقال خلف الله إن الحي الذي يسكن فيه مليء بنقاط التفتيش التابعة لقوات الدعم السريع، ويخاطر المواطنون بحياتهم كل مرة يضطرون فيها للتفاوض معهم في الطريق. وأضاف: "إنها في الأساس مخاطرة. أحيانا يسمحون لك بالمرور، وأحيانا لا يفعلون ذلك. أحيانا يطلقون عليك النار، وأحيانا يسرقون أغراضك وهو أمر عشوائي للغاية". وكانت أول رحلة مساعدات كبيرة، محملة بالإمدادات الطبية، قد وصلت إلى البلاد. وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إن طائرة هبطت في بورتسودان وعلى متنها ثمانية أطنان من إمدادات الإغاثة، بما في ذلك فرق طبية للمستشفيات. وجاء في بيان: "مع تواصل العمليات العدائية، فستحتاج فرق اللجنة الدولية إلى أن تمنحها أطراف النزاع ضمانات بمرور آمن لتتمكن من إيصال هذه المواد إلى المرافق الطبية في المناطق التي تدور فيها رحى المعارك، مثل الخرطوم". Getty Images حث الجيش المواطنين في الخرطوم على البقاء في منازلهم خلال استهدافه مواقع قوات الدعم السريع وأدى القتال، الذي اندلع في 15 أبريل/نيسان، إلى خروج ما يزيد على 70 في المائة من المنشآت الصحية في العاصمة عن الخدمة. وتسعى دول أجنبية حاليا إلى إجلاء رعاياها وسط حالة من الفوضى. وأعلنت الحكومة البريطانية يوم الأحد أنها ستنظم رحلة إجلاء نهائية يوم الإثنين، بعد يومين من إعلانها أنها أنهت عمليتها لإجلاء البريطانيين. ونصحت وزارة الخارجية البريطانية أولئك الذين يرغبون في مغادرة البلاد بالسفر إلى نقطة الإجلاء في بورتسودان قبل الساعة 12:00 بالتوقيت المحلي (10:00 بتوقيت غرينتش). وتحدث بيان للوزارة عن إجلاء 2122 شخصا حتى الآن. كما وصلت قافلة نظمتها الولاياتالمتحدة إلى بورتسودان لإجلاء المزيد من الرعايا الأمريكيين على متن سفن إلى ميناء جدة في السعودية، وأضافت أن مئات الأمريكيين غادروا بالفعل بالإضافة إلى الدبلوماسيين الذين جرى إجلاؤهم جوا قبل أسبوع.