كشفت مصادر في حركة حماس ان التقارب الذي تسعى اليه قيادة الحركة في غزة مع النائب محمد دحلان القيادي المفصول من حركة فتح يأتي نتيجة لتحليل استراتيجي للوضع السائد كما يراه يحي السنوار رئيس المكتب السياسي للحركة في قطاع غزة وإسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي للحركة. وبناء على المصادر ذاتها يدرك السنوار وهنية ان الطريق الوحيد للتخلص من الحصار والازمة المالية الذي يعانيها قطاع غزة يمر عبر مصر اذ لاحظا المسؤولان الفرصة الاستراتيجية الكامنة في الخيار المقدم لهم من قبل مصر للتفاهم مع دحلان والحصول على المساعدات الإنسانية الضرورية للقطاع والمقدمة أساسا من دولة الامارات العربية. ونوهت المصادر الى ادراك القيادات في غزة ان الحصول على المساعدات والدعم الاستراتيجي من طرف مصر والسعودية ودولة الامارات مع مواصلة التواصل المباشر والمستقل مع ايران سيوفر لهم الامكانية للعيش ككيان مستقل حتى دون الاحتياج الى مساعدات الحركة في الخارج. وأشارت المصادر الى ان هنية والسنوار على علم تام بالدور الذي لعبه دحلان كرئيس جهاز الامن الوقائي السابق في غزة ولكنهما يوليان أهمية اكبر لمصلحة الحركة الحالية بالمقارنة مع خلافات الماضي. ووفقا للمصادر ينفي مسؤولون في حماس في غزة النقد الذي توجهه جهات مختلفة في الحركة خارج القطاع المعبرة عن قلقها من ان التواصل مع دحلان ومصر سيضر بعلاقة حماس مع قطر وتركيا حيث يعتبرون ان الجهات المنوه عنها همها الوحيد مصالحها الشخصية ومنازلها المريحة في الخارج دون النظر الى الوضع الخطير الذي يعيشه القطاع. وبحسب المصادر فان حماس ترفض ايضًا ما نشرته جهات فتحاوية التي وصفت التطورات الأخيرة بانها تؤدي الى تقسيم فلسطين والالتصاق بشخص فر من العدالة الفلسطينية بل وأكدت حماس من جهتها انها محاولة حقيقية لتوحيد الصفوف اعتمادًا على قيادة وطنية أخرى بعد ان قاما أبو مازن وحكومته بشق الصف وإدارة الظهر لأهاليي غزة إضافة الى تحديد الهدف الاستيراتيجي المشترك لانهاء الاحتلال وإعادة الحقوق لاصحابها. وفي نفس السياق تجدر الإشارة الى ان علاقة حماس في غزة مع دحلان باتت امرًا واقعًا حيث تم خلال الأخيرة فتح مكاتب تابعة لتيار "فتح دحلان" في جميع انحاء القطاع بموافقة حماس ونُشر ان حماس وتيار دحلان بادرا الى انشاء صندوق رأسماله حوالي 50 مليون دولار بتمويل من الامارات وبعض الدول حيث سيحرص الصندوق على تعويض أهالي المتضررين جراء الاحداث التي افرزت عن سيطرة حماس على القطاع عام 2007. وشارك دحلان الأسبوع الماضي بجلسة المجلس التشريعي في مدينة غزة عبر الفيديو كونفرنس وأشاد بدور قيادة حماس الهادف الى تخفيف معاناة اهل القطاع وسيقوم سمير المشهراوي (ممثل دحلان) بزيارة قريبة الى غزة لدفع جهود المصالحة وتوسيع نطاق الدعم المادي المتفق عليه بين الجانبين.