على الرغم من إكراهات ارتفاع الأسعار وما يقابلها من تداعيات ساهمت في تأزم الأوضاع المعيشية للعديد من الأسر المغربية، لازالت المبادرات الخيرية مستمرة في العطاء منذ بداية شهر رمضان إلى الآن، مساعي هذه المبادرات مختلفة، لكن يجمعها هدف واحد، هو التكافل الاجتماعي.
موائد الإفطار: الملاذ المؤقت للمحتاجين
على الرغم من وجود مبادرات خيرية طيلة العام، إلا أن عشرات منها تخصص في شهر رمضان برامجا لصالح الأسرة الفقيرة التي تعاني الهشاشة الاجتماعية ، في الشهر الذي تتزايد فيه القدرة على الاستهلاك، وتنهك فيه القدرة الشرائية للمواطنين خاصة مع موجة الغلاء التي تعرفها البلاد. عرف هذا الشهر العديد من المبادرات الخيرية الشبابية سواء الفردية (أشخاص) أوالجماعية (جمعيات)، أشكالها وبرامجها مختلفة، لكن هدفها واحد، يتمثل في تقديم مساعدات غدائية عبر جمع الأموال من المتبرعين، أو تنظيم موائد الإفطار.
"أجي نتعاونو"
هي واحدة من بين عدد من المبادرات الإنسانية التي تنشط منذ بداية شهر رمضان إلى الان في إعداد وجبات الإفطار، لتستهدف إفطار 1500 صائم كل يوم. نوال الفيلالي، هي صاحبة المبادرة الخيرية، التي تنشط مند 4 سنوات، أوضحت في تصريحها ل"الأيام24″، أن هذه المبادرة التي سميت ب"إفطار الرحمة"، تستهدف توزيع الوجبات الغدائية وتوصيلها إلى منازل الفئات المستهدفة، وأضافت أن الإفطار يشمل توزيع 1500 وجبة في اليوم، وتابعت حديثها '' إلى جانب الوجبات نعمل على تحضير موائد إفطار رمضانية، قدمنا 3 موائد إفطار، وفي استعداد لإتمام الخامسة في نهاية الشهر الجاري، هي مسألة في حد ذاتها ليست سهلة وهينة ''. وأضافت الفيلالي، أن هذه المبادرة، يساهم فيها مواطنون عاديون، شركات، مؤسسين داخل وخارج الوطن، إضافة إلى المحسنين والشركات المواطنة، وكذا الفنانين، مشيرة إلى أن هذا العمل لا يتم إلا بمجهودات المتطوعين المستهدفين من كافة الفئات العمرية.
30 ألف وجبة إفطار لازالت مبادرات الإفطار مستمرة في مركز جماعة أفورار، التابع لإقليم أزيلال، حيث استهدفت مبادرة نسقتها جمعية شباب التطوع وجمعية آفاق للتنمية والثقافة والبيئة وشباب أفورار توزيع وجبات الإفطار على الصائمين وعابري السبيل، خاصة الأرامل والمسنين وفاقدي البصر وكل الأشخاص المتواجدين في وضعية إعاقة، إضافة إلى العمال المياومين والمشردين، وكذلك الأسر الهشة التي تعجز عن توفير وجبة الإفطار نتيجة فقدان رب الأسرة عمله تزامنا مع حلول هذه الشهر. النسخة الخامسة من هذه المبادرة تستدف بلوغ 30 ألف وجبة إفطار، وهو رقم أكبر مقارنة بالسنوات الماضية حيث بلغ عدد الوجبات المقدمة إلى الفئات المستهدفة أزيد من 20 ألفا و270 وجبة إفطار.
وسائل التواصل الإجتماعي: فعالية في الاستقطاب
العديد من المبادرات والأفكار والمشاريع تنشأ من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، عن طريق هاشتاكات تنشر عبر الصفحات الرسمية، تختلف مواضيعها ومعاييرها، وتتوحد أهدافها. تؤكد صاحبة مبادرة" أجي نتعاونو" أن وسائل التواصل الاجتماعي لها دور كبير في التأثير واستقطاب المتطوعين من كافة الفئات العمرية، قائلة '' استعملنا مواقع التواصل الاجتماعي من أجل استقطاب المتطوعين وحث الناس على فعل الخير، ليس فقط في شهر رمضان بل على طول السنة، لكن في شهر رمضان خصوصا، نكثف من هذه المبادرات لنرسم صورة تضامنية للجميع عنوانها الخير والرحمة بالمحتاجين''. مبادرات أخرى تنشط هذه الأيام عبر مواقع التواصل الاجتماعي، من أجل تقديم " كسوة العيد" نهاية الشهر، لتصبح هذه الوسيلة منبعا للأفكار والمشاريع كما المساهمات.
وهكذا تعد مبادرة "إفطار صائم" في رمضان مثالا يعزز الروابط الإنسانية، ويشجع على الأعمال الخيرية الإنسانية، ليبقى المغرب واحد من البلدان التي تنشط فيه المبادرات الخيرية والإنسانية بصورة أكبر مقارنة مع الدول الأخرى.