الهدوء النسبي الذي عرف حزب الأصالة والمعاصرة بعد انتخاب عبداللطيف وهبي أمينا عاما، منذ سنتين، يتحول اليوم إلى اضطراب وتصدع، تعزز بدخول حزب الجرار إلى حكومة عزيز أخنوش، إذ تشير مصادر الأيام 24 أن عبد اللطيف وهبي لم يعد يحظى بتأييد مناضلي الحزب تفاعلا مع يعتبرونه فشلا ذريعا في تدبير الحزب وتآكل رصيد الثقة مع المواطنين جراء التدبير الحكومي غير المقنع في عدد من القطاعات، وصولا إلى ما يعيشه البيت الداخلي للجرار من صدامات انتهت بتجميد عضوية هشام المهاجري النائب البرلماني داخل الحزب. وتؤكد مصادر مطلعة أن عددا من قيادات حزب الأصالة والمعاصرة تدير ظهرها للقيادة الحالية، بعد أن دعمته سابقا إبان الإطاحة بحكيم بنشماش وتولي وهبي مقاليد الأمانة العامة. وتضيف أن مجموعة من المناضلين فقدوا الثقة في وهبي. وما يؤكد الانقسام داخل بيت الأصالة والمعاصرة التصريحات الأخيرة لوزير الثقافة المهدي بنسعيد، خلال لقاء نظمته مؤسسة الفقيه التطواني، التي عبر فيها علانية عن دعمه لوزيرة إعداد التراب الوطني وسياسة المدينة ورئيسة المكتب السياسي للحزب، فاطمة الزهراء المنصوري، لقيادة البام في مرحلة مابعد المؤتمر الوطني المقبل.
وتتمتع المحامية فاطمة الزهراء المنصوري بشعبية قوية داخل الحزب، ومكنتها شعبيتها داخل مدينتها مراكش للمرة الثانية من رئاسة جماعتها، ما يعني أنها ستكون المرشح الأبرز خلال مؤتمر الحزب المقبل لخلافة وهبي. إذ ستسفيد من منصبها الحالي كرئيسة للمجلس الوطني الذي يمنحها إمكانية الوصول المباشر إلى الميدان، وإلى مناضلي الحزب.