نظمت سفارة المغرب بالفيتنام، والمعهد الدولي للفرنكوفونية للمعلوميات، يوم الجمعة الماضي، حفل إطلاق شريط وثائقي حول باب المغاربة، الذي يقع في مقاطعة "با في" ضواحي هانوي. وعرف هذا الحفل الذي ن ظم في إطار الاحتفالات بالذكرى 62 لاقامة العلاقات الدبلوماسية بين المغرب وفيتنام، مشاركة ممثلي السلك الدبلوماسي المعتمد في هانوي، وممثل اليونسكو في هانوي، وممثلي كل من وزارة الثقافة، والرياضة، والسياحة، ووزارة الشؤون الخارجية الفيتناميتين، وسفراء فيتناميون سابقون لدى دول عربية، فضلا عن ممثلين عن بعض الجامعات ومعاهد البحث. ويسلط هذا الشريط الوثائقي، الذي تم إنتاجه بشكل مشترك، بفضل الدعم المالي للسفارة، الضوء على تاريخ الجنود المغاربة الذين قرروا الانضمام للمقاومة الفيتنامية ضد الاحتلال الفرنسي، من خلال سلسلة من الشهادات لقدماء المقاومين المغاربة، تم استقاءها بفضل مساعدة المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير. ويرمز هذا الشريط الوثائقي الذي تم تصميمه كمنتج سمعي بصري فريد متعدد الوسائط، يتم فيه دمج مزايا التكنولوجيا الرقمية مع محتوى فني وثقافي متاح بثلاث لغات (الفيتنامية، والفرنسية، والإنجليزية)، للذاكرة المشتركة التي تجمع الشعبين المغربي والفيتنامي، وروح التضامن التي سادت بين قدماء المقاومين بالبلدين اللذين عانوا من ويلات الاستعمار الفرنسي. وفي كلمة بهذه المناسبة، ذكر سفير المغرب بهانوي جمال الشعيبي بالتاريخ المشترك وأوجه التشابه التي تجمع بين حركتي التحرير المغربية والفيتنامية، مع تسليط الضوء على الدور البارز الذي لعبته شخصية مغربية فذة، من قبيل محمد بن عمر لحرش، عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي المغربي سابقا، الذي انضم لفيتنام وكلفه هو تشي مينه بالقيام "بحرب دعائية"، من أجل دعوة العديد من الفيالق الافريقية والأوروبية للانضمام لصفوف المقاومة الفيتنامية. وأشار إلى أن محمد بن عمر لحرش غادر فيتنام سنة 1960 بالعديد من الميداليات، وسيف مقدم من طرف الجنرال فو نجوين جياب، قائد الجيش الشعبي الفيتنامي خلال حرب الهند الصينية. من جهة أخرى أبرز كل من مدير المعهد الدولي للفرنكوفونية للمعلوميات، ورئيس مجلس العلوم والتكوين بالجامعة الوطنية هانوي، أن باب المغاربة، المعروف في فيتنام أيضا باسم "الباب الدائم أو الخالد"، تم بناؤه سنة 1956 من طرف الجنود المغاربة، بتصميم معماري مغربي. وسيتم توزيع الفيلم على نطاق واسع في أوساط الجمهور الفيتنامي من طرف المعهد الدولي للفرنكوفونية للمعلوميات، والشركاء الفيتناميين الآخرين للسفارة المغربية (الجامعات، وزارة الثقافة، معاهد البحث، إلخ)، لكي تكون البنية التاريخية جزء من الجولة السياحية للزائرين المحليين والدوليين. وستتخذ سفارة المغرب في هانوي خطوات مع ممثل اليونسكو في فيتنام، من أجل تسجيل هذا الباب كتراث مادي لليونسكو.