أعلن الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، بشكل رسمي عن قرب عودة سفير بلاده إلى فرنسا، لتتأكد بذلك الأخبار حول "وجود سعي جزائري للتخفيف "حدة التوتر" مع باريس على خلفية قضية "بوراوي" ". وفي تصريحاته لقناة "الجزيرة"، أكد تبون على أن " العلاقات مع فرنسا متذبذبة"، ليعطي بذلك مؤشرا على أن "القطيعة الديبلوماسية" ليست خيارا لدى النظام في التعامل مع فرنسا.
وشكلت قضية تهريب الناشطة الجزائرية، أميرة بوراوي، "حالة من التوتر" في العلاقات بين فرنساوالجزائر، لتستدعي بذلك الأخيرة سفيرها لدى باريس، متهمة بذلك السلطات الفرنسية ب "الضلوع في القضية، وتهريب مواطنة مطلوبة للعدالة".
المحلل السياسي، حسن بالوان، يقول إن " السياسة الخارجية للجزائر تتخبط في العشوائية، وفاقدة للبوصلة، وما نراه الأن في تذبذب في قراراتها، هو المثال الحي على غياب أي تصور لدى صناع القرار بقصر المرادية".
وأضاف بالوان في حديثه ل"الأيام 24″، أن " الزيارة الأخيرة التي قام بها ماكرون إلى الجزائر، والتي توصل فيها الجانبان إلى توافقات إقليمية، أوضحت فيما بعد أنها مجرد اتفاقات هشة ستزول مع الوقت".
واستطرد المحلل السياسي قائلا: " النظام الجزائري، يوظف ملف "الذاكرة" كورقة لحجب المشاكل الداخلية وكسب تعاطف الرأي العام، في وقت تؤكد فيه باريس أنها لن تقدم أي تنازلات تذكر".
وأورد المتحدث ذاته أن " ماكرون يعلم جيدا المحاولات الجزائرية فيما يخص ملف الذاكرة، وجميع القضايا الإقليمية، إذ يهدف النظام الجزائري لتحقيق تقارب مع باريس على حساب الجار الغربي المغرب، وتشكيل حصار عليه بالمنطقة وبأوروبا، وهو الذي لن يتحقق"، يضيف بالوان " أن فرنسا ستسعى للبقاء في مهمة التوازن بين الطرفين".