تجد فرنسا نفسها في دوامة "اضطربات" ديبلوماسية مستمرة في علاقاتها مع الرباطوالجزائر، فبعد أن وقعت مع الأخيرة اتفاقا عسكريا، وعززت معها التبادل التجاري خلال زيارة ماكرون، عاد من جديد التوتر بعد تهريب الناشطة بوراوي.
وكتبت صحيفة "لوموند" الفرنسية، أن " باريس تعتقد أن عملية التوازن التي تقوم بها في العلاقات مع القوتين بالمنطقة (المغرب-الجزائر)، سليمة و محكومة، في وقت تجدها "محفوفة" بالمخاطر" مع مرور الزمن، إذ في الوقت الذي يطمح فيه المسؤولون الفرنسيون إلى زيادة التعاون مع الجزائر، يصطدمون بغياب أثر إيجابي لهذا التعاون، فغضب الجزائر من تهريب بوراوي، "يظهر" الأمر بشكل واضح".
وتجد الصحيفة ذاتها أن " الرباط أصبحت تشعر بالقوة تجاه علاقاتها مع فرنسا، فمنذ الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء، والذي لم يستطع بايدن تغييره رغم الضغوطات، أصبحت الديبلوماسية المغربية نشيطة في ملف الصحراء، وأصبحت لا ترضخ بسهولة للضغوطات الأجنبية".
المصدر ذاته أشار إلى أن " الرباط تريد من فرنسا موقفا مماثلا لأمريكا وإسبانيا وألمانيا من قضية الصحراء"، مضيفة أن " العلاقات مع الجزائر اقتربت من مستوى الثقة الكاملة، لكن قضية بوراوي أظهرت مدى ضعفها وهشاشتها".
وسبق أن استدعى الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، سفيره لدى باريس، من أجل التشاور، بعدما اتهمت الجزائر، فرنسا، ب"الضلوع" في تهريب الناشطة بوراوي، وانتهاك سيادتها، في وقت كشفت فيه مصادر إعلامية عن ضلوع الرئيس التونسي قيس سعيد في القضية.
في جانب مقابل، نشرت الجريدة الرسمية للمملكة المغربية، خبر إعفاء السفير المغربي بباريس بنشعبون، وذلك في يوم الإدانة البرلمانية الأوروبية للمغرب، والذي يتهم من خلاله مسؤولون مغاربة، "تورط" باريس فيه.