"الشرطي المغدور هشام بورزة تم استهدفه لأنه يمثل الدولة، وكانت غاية المشتبه فيهم الاستلاء على السلاح الوظيفي للشرطي واستعماله في عمليات إرهابية نوعية أخرى"… بهذه العبارة قطع حبوب الشرقاوي مدير المكتب المركزي للأبحاث القضائية التابع لإدارة مراقبة التراب الوطني الشك باليقين في قضية مقتل شرطي قبل أيام بالدارالبيضاء وسرقة سلاحه الوظيفي وإحراق سيارته خلال الندوة الصحفية التي عقدت صباح اليوم الجمعة 17 مارس 2017 بمقر المركز بسلا، وذلك للكشف عن مختلف الملابسات التي ارتبطت بهذه الواقعة التي شغلت الرأي العام الوطني بسبب بشاعة الجريمة المرتبكة، مؤكدا أن هذه الخلية تحمل الرقم 91 من حيث عدد الخلايا التي نجح المكتب في تفكيكها منذ إنشائه عام 2015، والثالثة من نوعها خلال العام 2023، علما أن العام الماضي تم تفكيك خليتين فقط، مقابل أربع خلايا في العام 2021. خلال الندوة تم الكشف عن ان مرتكبي الجريمة هم ثلاثة من الدواعش الجدد الذين أعلنوا ولاءهم لتنظيم الدولة الإسلامية قبل شهر ونصف في إطار ما سماه الشرقاوي "التطرف السريع" حيث كان هدفهم هو الالتحاق بالتنظيم في منطقة الساحل لكن عدم توفرهم على الإمكانيات المادية جعلهم يتجهون إلى محاولة تنفيذ عملياتهم داخل أرض الوطن مستهدفين بالدرجة الأولى رجال الشرطة، نافيا أن يكون مقتل الشرطي هشام ذو طابع شخصي لكنه مجرد ضحية تواجد في المكان الذي كان يتربص فيه الارهابيون الثلاثة المتورطين في عملية القتل، والذي يبلغ أولهم 31 عاما (أ. و) والثاني 37 سنة (ر. ح) والثالث 50 سنة (م. خ) حيث ارتكب الأولان الجريمة، فيما قام المتهم الثالث بالتخلص من سيارة الضحية وإحراقها، قبل أن تؤدي التحقيقات التي تم القيام بها إلى إلقاء القبض عليهم حيث ألقي القبض على المتهمين الأول والثاني بمدينة الدارالبيضاء فيما تم ضبط المتهم الثالث بإحدى الشقق المخصصة للكراء بحامة سيدي حرازم نواحي مدينة فاس.
وكان هدف الثلاثة نشر الفعل الإرهابي إسوة بما تفعله داعش، لكونهم كانوا يريدون أن يتركوا "بصمتهم" من خلال القيام بعمليات إرهابية نوعية وكبرى، سبق أن حددوا أهدافها، كاشفا ان أحد المتورطين من ذوي السوابق وسبق له أن حكم عليه بالسجن في قضايا لها علاقة بحيازة المخدرات.
حبوب نوه إلى التفاعل الإيجابي للمواطنين في كشف ملابسات هذا الحادث الإجرامي وتعاونهم مع فريق البحث والتحقيق الذين كانوا يقدمون كل جديد خدمة للعدالة وآملا في توقيف المتورطين مشيدا بالتضامن الكبير للمغاربة مع أسرة الضحية.
وعلاقة بمحاربة الإرهاب قال مدير المكتب المركزي للأبحاث القضائية أن الفكر الداعشي ما فتئ يتغلغل في منطقة الساحل التي كان المتورطون ينوون الالتحاق بها، والتي أصبحت تشكل خطرا على الجميع، مشيرا إلى أن داعش ورغم هزيمتها العسكرية إلا أنها لم تنهزم بعد إيديولوجيا بل أكثر من ذلك تستفيد إلى جانب القاعدة من الوضع المعقد في هذه المنطقة التي نقلت إليها أنشطتها حيث توجد التنظيمات الإرهابية تحت قيادة أبو عدنان الصحراوي التابع لجبهة البوليزاريو وهو ما يؤكد الخطر الذي أصبحت تشكله مخيمات تندوف التي أصبحت تفرخ المتطرفين الذين يلتحقون بهذه التنظيمات ما يعني أن الانفصاليين متورطون بقوة في ما يحدث بهذه المنطقة التي غدت بؤرة من بؤر التوتر.
بوبكر سبيك، الناطق الرسمي باسم المديرية العامة للأمن الوطني والمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، بدوره، قال أن الخلية الإرهابية التيتم توقيفها كان هدفها من استهداف الشرطة لفت الانتباه وكذا الاستيلاء على السلاح من اجل تنفيذ عمليات أخرى، مشيرا على أن عمليات الرصد التي تم القيام بها مكنت من القيام بعمليات استباقية لرصدها خاصة وأن استقطاب المتطرفين من طرف التنظيمات الإرهابية انتقل من الاستقطاب والتكوين والتجنيد ليصل الى التطرف السريع الذي يتم عبر الانترنت وانتقل أعضاء هذه الخلية سريعا الى التنفيذ.
سبيك أكد أن الخلية تمت إحالتها على النيابة العامة في نفس يوم توقيف أعضائها وفقا للقوانين الجاري بها العمل وكذلك في إطار قانون محاربة الإرهاب بحكم أن المغرب لديه مقاربة في هذا الاتجاه، كاشفا أن المغرب سيواصل عمله من أجل محاصرة داعش في قواعده بعد أن أفرز تنظيمات جهوية خاصة في منطقة الساحل والصحراء التي تنشط فيها تنظيمات نمطية تابعة لداعش والقاعدة واخرى غير نمطية تنشط هناك خاصة بعد التصريحات الأخيرة لأبو يوسف العبيدي زعيم القاعدة في تلك المنطقة والذي يهدد فيها القارة الإفريقية، منوها في ذات السياق بالمجهودات التي يتم بذلها على مستوى القارة.