دعا الممثل السامي في الاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، نائب رئيسة المفوضية الأوروبية، جوزيب بوريل، الجزائر وإسبانيا إلى الإسراع في حل خلافهما الذي أصبح يلقي بظلاله على الشراكة مع بروكسيل. ولم يجد بوريل في استقباله وزير الخارجية الجزائري، رمطان العمامرة، وهو ما "يؤشر" حسب مراقبين محليين، ل"عدم رضا" صناع القرار بقصر المرادية على "سياسات" بروكسيل تجاه إسبانيا، التي أصبحت "لا تخشى" من التعبير عن دعمها لمخطط الحكم الذاتي المغربي.
وفي تصريحاته المقتضبة لجريدة "الخبر" المقربة من النظام الجزائري، عبر بوريل عن قلقه من استمرار الخلاف الدائر بين مدريدوالجزائر، ولما ذلك من نتائج سلبية أهمها تعطل مجلس الشراكة بين الجانب الأوروبي ونظيره الجزائري.
رئيس المرصد المغاربي للدراسات السياسية الدولية، الحسين كنون، إن " هذه الزيارة سبقتها زيارات مماثلة تفيد بأن الجزائر أصبحت بالنسبة للاتحاد الأوروبي شريكا غير موثوق فيه، والتي أصبحت تبتز الدول الأوروبي بورقة الغاز، وهو الأمر الذي لم تعد بروكسل قد تقبل به".
وأضاف كنون في تصريح ل "الأيام 24″، أن" الأزمة بين الجزائر وإسبانيا، جعلت أوراق قصر المرادية مكشوفة، خاصة وان بروكسيل رفضت التفريط ومساندة الجانب الإسباني الذي عبر بوضوح عن موقفه من مخطط الحكم الذاتي".
وأردف رئيس المرصد المغاربي للدراسات السياسية الدولية، أن" ورقة الغاز التي تستخدمها الجزائر من أجل الضغط على اسبانيا، لم تعي من خلالها السلطات الجزائرية، أنها مرحلة ظرفية مرتبطة أساسا بحرب روسية أوكرانية ستنتهي في وقت قريب".
موردا أن " الزيارة الأخيرة لبوريل للمغرب والتي أعلن من خلالها عن وجود شراكة استراتيجية، ولم يتطرق من خلالها للموقف الإسباني من الحكم الذاتي أزعج السلطات بالجزائر، وهو ما اتضح من خلال رفض لعمامرة استقبال بوريل بشكل رسمي خلال زيارته الحالية".
وخلص المتحدث ذاته إلى أن " الجزائر لم تنجح من خلال عائدات الغاز في لعب دور ريادي بالمنطقة، وذلك بسبب توظيفها المشبوه لهذه الورقة، في وقت نجحت الرباط في وضع نفسها في صورة الشريك الموثوق والحليف الإقليمي الواعد".