خلفا للبرتغالي بيدرو روك، انتخب رئيس مجلس المستشارين المغربي، النعم ميارة، رئيسا جديدا لبرلمان البحر الأبيض المتوسط، وسط مقاطعة جزائرية، بحجة "الانسجام" مع السياسة الخارجية لقصر المرادية، والتي تقاطع كل اجتماع ينعقد بالرباط.
وكشف ميارة عن برنامج ولايته التي ستمتد بين 2023-2025، والذي يروم بالأساس إلى " إدراج مقترح توسيع المكتب ومنح العضوية الدائمة للممثلين من فلسطين وإسرائيل، حتى يكون موضوع السلام والحوار الفلسطيني مركزيا وحاضرا بشكل متواصل".
وأشار رئيس مجلس المستشارين، الذي يقود جهود الديبلوماسية البرلمانية المغربية على أن " المغرب يعد فاعلا مسؤولا في مجال الأمن الإقليمي والاستقرار في إفريقيا جنوب الصحراء والمتوسط، وعلى أنه تحت قيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، حرص دائما، باعتباره بلدا مطلا على المتوسط والمحيط الأطلسي، على أن يكون رافعة للسلام بمنطقته وصلة وصل بين المناطق".
وأمام انتخاب ميارة، والذي لقي "معارضة كبيرة" من مجلس الأمة الجزائري، بحجة الرغبة في "إعطاء إسرائيل مكانة في البرلمان"، صوتت فلسطين لصالح انتخاب ميارة رئيسا لبرلمان البحر الأبيض المتوسط، وهو ما يزيد حسب مراقبين من "عزلة" القرار الجزائري.
وفي السياق ذاته نجحت الديبلوماسية البرلمانية بالمغرب، في الرد على "استفزازات" الجزائر، التي حاولت إدخال البرلمان "الأنديني" في موقف "معاد" للرباط في قضية الصحراء، إذ أكدت جميع مكوناته عدم انسياقها للتصريحات الرئيسة، غلوريا فلوريس، مؤكدة "دعمها" للموقف المغربي.
المحلل السياسي، حسن بالوان، يقول إن " هذا التحرك البرلماني المغربي في هذه المنطقة الحساسة (البحر المتوسط)، يأتي في ظل جهود ديبلوماسية مغربية للدفاع عن مصالحها الاستراتيجية، في مقدمتها " قضية الصحراء المغربية" ".
وأضاف بالوان في حديثه ل"الأيام 24″، أن " الديبلوماسية البرلمانية بالمغرب تقوم بدور جد فعال، خاصة على مستوى مجلس المستشارين، بقيادة النعم ميارة، والذي نجح في تشكيل تحالفات متعددة الأقطاب مع برلمانات عديد من الدول".
واستطرد المحلل السياسي قائلا: " الديبلوماسية البرلمانية نجحت في تغيير مواقف عدد كبير من الدول حول قضية الصحراء، وأخرجت دولا أخرى من الحقل الداعم للأطروحة الانفصالية".
وأردف المتحدث ذاته أن " مجهودات الديبلوماسية البرلمانية بالمغرب تحتاج إلى مزيد من الجهود، فمبادرات مجلس المستشارين وحدها ليست كافية، وهو ما يلزم على جميع النواب الانخراط في هذا الزخم الديبلوماسي، وذلك دفاعا عن قضية المغاربة الأولى، الصحراء المغربية".
موردا أن " انتخاب ميارة سيزيد من تأزيم وضع الجزائر بالمنطقة، وسيقوض مساعيها لضرب المصالح المغربية بالمنطقة"، مشيرا بذلك إلى أن " جهوده المستقبلية ستعمل على استقطاب العمق الأوروبي لدعم الرؤية المغربية في قضية الصحراء".