شكلت كلمات رئيسة البرلمان "الأنديني"، وعضوة مجلس الشيوخ الكولومبي، غلوريا فلورس، "صدمة" داخل الوسط السياسي بالمغرب، لما يعد ذلك من تجاوز "ملحوظ" للعلاقات الودية التي تجمع برلمان المملكة مع نظيره اللاتيني.
وقبل شهور من هجوم البرلمان "الأنديني" الأخير على الوحدة الترابية للمملكة، كانت مدينة العيون المغربية، مسرح أشغال الجلسة العامة الأولى في تاريخ البرلمان "الأنديني" بخارج دول المنظمة، وهي التي جاءت كتعبير صريح على قوة العلاقات بين الطرفين ودعم شعوب الدول اللاتينية للوحدة الترابية للمملكة.
وفي خضم هاته الجلسة التشريعية "التاريخية" للبرلمان الأنديني، قال رئيسه السابق، فيديل إيسبينوزا ساندوفال، إن " الزيارة إلى مدينة العيون كانت من أجل تقوية وتعزيز روابط الصداقة مع المملكة المغربية من أجل الاستفادة من التجربة المغربية في عدة مجالات لاسيما التكنولوجيات الجديدة وتطوير الرأسمال البشري".
وتعد الرئيسة الحالية للبرلمان الأنديني، اليسارية غلوريا فلورس، تجسيدا واضحا على استمرار الفكر اليساري الانفصالي بدول أمريكا اللاتينية، غير ما يعد "خطرا" بحسب مراقبين، هو تحدثها باسم دول البرلمان الإنديني، والتي تعرف غالبيتها علاقات صداقة وأخوة مع الرباط، وعكس ما تروج له في تصريحاتها لوسائل الإعلام الجزائرية بأن غالبية الدول تدعم ما يسمى ب "البوليساريو".
وتطرح عديد من التساؤلات حول مبررات إقدام الرئيسة الحالية للبرلمان "الإنديني"، على مهاجمة الوحدة الترابية للمملكة في لقاء يجمع الدول الإسلامية، وهو ما أشار له بشكل "صارم"، رئيس الوفد البرلماني المغربي، محمد أوزين، والذي استغرب من دعوة فلورس، إلى الاجتماع بالأساسن وكذا لتعمدها "الهجوم" على الوحدة الترابية للمملكة.
وكان رئيس الوفد البرلماني المغربي، محمد أوزين، قد وجه رسالة شديدة اللهجة إلى مجلس الأمة الجزائري، مطالبا إياه بالتوقف عن مثل هذه الممارسات والتي لا تمت بصلة إلى العروبة والإسلام، داعيا في الوقت ذاته إلى تجاوز المغالطات التي عبرت عنها رئيسة البرلمان الإنديني.
ولم يخرج بعد اتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، لإبداء موقفه من تصريحات فلورس، والتي تعد "تجاوزا" في حق المنظمة والتي تعترف بشكل رسمي بالوحدة الترابية للمملكة المغربية.