أكد رئيس البرلمان الأنديني، فيديل اسبينوزا ساندوفال، أن زيارة أعضاء برلمان دول الأنديز للمملكة المغربية والتي ضمت مدن العيون ومراكش والرباط والدار البيضاء، أكدت لهم بالملموس أن "التقدم الذي تشهده مختلف جهات المملكة المغربية يجسد بوضوح إرادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس من أجل النهوض بالرأسمال المادي والبشري للمملكة". هذا التأكيد جاء في اللقاء الذي جمع أمس الأربعاء 27 يوليوز رئيس البرلمان الأنديني بوفد البرلمان المغربي المشارك بالجمعية العامة للبرلاندينو، والمنعقدة بالعاصمة الكولومبية بوغوتا، وهو الوفد الذي ضم كلا من النائبة فاتن الغالي والنائب محمد بنجلون التويمي عن مجلس النواب، والمستشار عبد القادر سلامة عن مجلس المستشارين. وخلال هذا اللقاء أكد فيديل ايسبينوزا أن هذه الزيارة الأخيرة مكنت أعضاء البرلمان الأنديني من الوقوف على جو الأمن والاستقرار و الأوراش التنموية المفتوحة التي تعرفها المملكة المغربية، خاصا بالذكر المشاريع السوسيو تنموية التي وقف عليها الوفد بمدينة العيون المغربية، مؤكدا أن هذه الأوراش والتجربة المغربية في تنمية أقاليمه الصحراوية تشكل نموذجا للاستلهام لبلدان الجنوب عامة والبلدان الأندينية على الخصوص، حيث ذكر في هذا الخصوص بأهمية خلاصات المنتدى البرلماني الاقتصادي الأول "المغرب-منظومة دول الأنديز"، وهي الخلاصات التي أكدت على حجم الفرص الهائلة للتبادل التجاري بين بلدان الأنديز والمملكة المغربية، خاصة وأن المغرب يعتبر بوابة متينة نحو القارة الافريقية وشريكا موثوقا به من أجل إقامة شراكة نموذجية للتعاون جنوب-جنوب. وبخصوص القضية الوطنية، أكد رئيس البرلمان الأنديني على أن مواقفه الداعمة للوحدة الترابية للملكة المغربية لم يحكمها فقط تقديره وارتباطه الكبير بالمغرب، بقدر ما هي مواقف بناها على قناعات راسخة وعلى زيارات ميدانية للأقاليم الجنوبية للمملكة والتي وقف خلالها على حقيقة الوضع وعلى الخلفيات السياسية والتاريخية لهذا النزاع المفتعل، مؤكدا في نفس الصدد أن عقد البرلمان الأنديني لأول دورة له خارج أمريكا اللاتينية بمدينة العيون المغربية ينسجم والقرار الذي اتخذته هذه الهيئة البرلمانية الجهوية الهامة شهر مايو من سنة 2018، وهو القرار الداعم للمبادرة المغربية للحكم الذاتي بالأقاليم الجنوبية تحت السيادة الوطنية والترابية للمملكة المغربية. من جهتهم، عبر أعضاء الوفد البرلماني المغربي عن تقديرهم الكبير للزيارة التاريخية للبرلمان الأنديني للمملكة المغربية خلال الفترة من 03 إلى 08 من هذا الشهر، واعتزازهم الخاص بعقد البرلمان الجمعية العامة للبرلاندينو بمدينة العيون المغربية، ولما له من دلالات التقدير الكبير الذي يحظى به المغرب بمنطقة أمريكاالجنوبية على العموم، حيث أكدوا في هذا السياق عن امتنانهم للمواقف والمشاعر النبيلة والأخوية التي عبر عنها البرلمانيون الأنديز تجاه المغرب وقضاياه العادلة وعلى رأسها قضية وحدته الترابية. وفي نفس الصدد، أكد البرلمانيون المغاربة أن "هذه الزيارة وخلاصاتها الرئيسية، تفرض مسؤوليات كبيرة مرتبطة بضرورة رعاية هذا المسار المتميز للعلاقات الثنائية التي تجمع البرلمان المغربي بصفته شريكا متقدما لدى البرلمان الأنديني، والارتقاء به الى مستوى برامج ملموسة للتعاون تستجيب لتطلعات الشعوب الأندينية والشعب المغربي الى التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية"، مؤكدين في هذا الصدد أن "هذه الرغبة البرلمانية الراسخة تتماشى مع الخيار الاستراتيجي للمملكة المغربية في دعم التعاون جنوب-جنوب، وهو الخيار الذي يرعاه ويقوده جلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده". تجدر الاشارة، الى أن هذا اللقاء الذي تميز بحضور سفيرة المغرب بجمهورية كولومبيا، فريدة لوداية، قد عرف توشيح المستشار البرلماني عبد القادر سلامة، بوسام التقدير والاستحقاق، من طرف الجمعية العامة للبرلمان الأنديني، نظير جهوده وجهود مجلس المستشارين والبرلمان المغربي ككل في الارتقاء بالعلاقات البرلمانية مع البرلمان الأنديني وبلدان أمريكا اللاتينية والكراييب.