تخضع العلاقات الأمريكيةالجزائرية لسياقات سياسية وضعتها في موقف الاضطراب والتوتر الساكت عنه من قبل الجانب بسبب موقف الإدارة الأمريكية من ملف الصحراء المغربية والقرب السياسي والعسكري الجزائري من ورسيا وتوظيفها لورقة الغاز كوسيلة للضغط الدبلوماسي على الجانب الأوروبي. وكشف المركز العربي واشنطن ديسي، الأمريكي، أن العلاقات الأمريكيةالجزائرية ماتزال مضطربة، و"تعود بالأساس لقرب النظام الجزائري، من روسيا، بالإضافة لاستعمالها ورقة الغاز كوسيلة للضغط، بالإضافة لدعم الولاياتالمتحدةالأمريكية لسيادة المغرب على أراضيه، من خلال قرار دونالد ترامب، وتزكية إدارة جو بايدن للقرار".
مركز البحث الأمريكي، تحدث عن الأمل الذي ساور النظام الجزائري في أن تعكس إدارة بايدن قرار ترامب بشأن الصحراء، لكن الآمال تحطمت عندما استقر فريق بايدن في منصبه في يناير 2021، على الرغم من أن وزير الخارجية أنطوني بلينكين قال لمراسل صحفي، إن "الولاياتالمتحدة تركز على دعم جهود الأممالمتحدة في شخص مبعوثها، ستافان دي ميستورا، لإيجاد حل دائم لنزاع الصحراء".
وظلت في سياق ذلك العلاقات بين واشنطنوالجزائر، في أدنى مستوياتها منذ أن اعترفت إدارة ترامب، في الشهر الأخير من ولايتها، بالسيادة المغربية على الصحراء، وهو الموقف الذي طالما قاومته الحكومة الجزائرية التي تدعم جبهة البوليساريو ، وكون إدارة بايدن لم تنقض هذا القرار الذي لم يجد قبولا في الجزائر، كما لم تضغط الولاياتالمتحدة على الجزائر لإدانة روسيا في أعقاب غزوها لأوكرانيا".
مساعدة وزير الخارجية الأمريكي لشؤون المنظمات الدولية ميشيل سيسون حلت يوم السبت الماضي بالجزائر والتقت نظيرها رمطان لعمامرة، وبحثا سبل تعزيز التعاون الاقتصادي إضافة إلى مستجدات إقليمية ودولية، وذلك قبل أن تحل المغرب ولقائها بناصر بوريطة.
ونبّه مارك برنوفيتش في السياق ذاته إلى أن الجزائر، بدعم من إيران، تزود البوليساريو بالسلاح من أجل زعزعة استقرار المملكة المغربية، مردفا: "على مدى عقود، قدمت الجزائر، بمساعدة إيران، الدعم العسكري والمادي لجبهة البوليساريو، وهي منظمة إرهابية في الصحراء تستخدمها الجزائر لزعزعة استقرار جارتها المغرب".