تسدل كرة القدم المغربية الستار على عام 2022 بإعتباره أفضل سنتها الرياضية في التاريخ سواء على مستوى المنتخبات أو الأندية، فأسود الأطلس زأرو في قطر والوداد وبركان والجيش الملكي للإنات زأرو داخل القارة الإفريقية، ليعلن بذلك المغرب نفسه سيد إفريقيا الأول. في قطر..إنجاز غير مسبوق
قبل انطلاق كأس العالم قطر، كان أغلب الترشيحات تصب في اتجاه خروج المنتخب المغربي من الدور الأول، نظير التغيرات التي أحدثتها الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، بترحيل وحيد خليلوزيتش، وتعيين المدرب الشاب وليد الركراكي، الذي كان الرهان عليه صائبا، فقد استطاع أن يقود أسود الأطلس إلى مشاركة كسرت اللامعقول على صخرة الإصرار والعزيمة والأداء المبهر، حيث تفوق المنتخب المغربي على نفسه، وتجاوز الدور الأول للبطولة، لأول مرة منذ عام 1986، بل وصعد للمربع الذهبي، واحتل المركز الرابع، كأول فريق عربي وأفريقي يحقق هذا الإنجاز، منذ انطلاق البطولة عام 1930، فاستحق الاستقبال الأسطوري في بلاده، والتكريم الملكي. وحقق أسود الأطلس ما أشبه بالإعجاز الكروي، مطيحا بمنتخبات أوروبية كبيرة، مثل بلجيكا وإسبانيا والبرتغال، قبل أن تنتهي المغامرة في الدور نصف النهائي بالخسارة أمام المنتخب الفرنسي (بطل النسخة السابقة ووصيف الأخيرة)، بهدفين دون رد، ومن بعدها احتلال المركز الرابع بعد الهزيمة أمام كرواتيا (1-2)، وخرج برأس مرفوعة، بعد أن حصد 7 نقاط في دور المجموعات متصدراً.
أبناء وليد الركراكي حطموا أرقاما وبلغوا دورا متقدما، خاما سُميّ اليوم بإسم المغرب، من خلال تحقيق فوزين متتاليين في المونديال للمرة الأولى في تاريخهم، وسجلوا ثلاثة انتصارات في نسخة واحدة للمرة الأولى، بعد فوزين في خمس مشاركات سابقة، وبدأ المشوار بالتعادل السلبي مع كرواتيا (وصيفة نسخة روسيا 2018)، ثم فاز على بلجيكا (2-صفر)، وكندا (2-1)، قبل الإطاحة بالمنتخب الإسباني (بطل 2010) من ثمن النهائي بركلات الترجيح، قبل أن يقصي البرتغال بالفوز (1-صفر) في ربع النهائي.
اقدام أطلسية نجاح المنتخب المغربي ساهم فيه الجميع لاعبين وطاقم تقني وجامعة وجمهور، الذي دفع الأسود إلى قلب كل المعطيات وأسهم في كتابة تاريخ جديد للمغرب مع صفوة المنتخبات، فالمنتخب أظهر أنه لا يقل عن البرازيل وهولندا وفرنسا والبرتغال والبقية الكبار، لأنه يتوفر على ترسانة لاعبين من أعلى طراز تنشط في أكبر أندية العالم، والحديث هنا عن حكيم زياش الذي تُوج مع تشلسي الإنكليزي بطلاً لكأس العالم للأندية، و ياسين بونو حارس مرمى إشبيلية الإسباني الذي حصل على لقب أفضل حارس مرمى في الليغا، وتألق أيضاً زميله أشرف حكيمي مع باريس سان جيرمان، وفاز معه ببطولة الدوري الفرنسي الممتاز، وسفيان أمرابط جدار وسط فيورنتينا الإيطالي، وصاحب القدم اليمنى المذهلة عزالدين أوناحي، وغانم سايس ونصير مزرواي ويوسف النصيري ويحيى عطية الله.. الأندية المغرب تحكم قبضتها قاريا
إنجاز المنتخب المغربي العالمي، الذي احتل به المركز الحادي عشر في التصنيف الأخير للاتحاد الدولي "فيفا"، ليس إلا تتويجاً لعام السعد على الكرة المغربية، حيث جرد نادي الوداد البيضاوي منافسه الأهلي المصري (حامل لقب دوري أبطال أفريقيا في آخر نسختين) من لقبه في المباراة النهائية، وحقق لقبه الثالث في البطولة، بالفوز( 2-0 ) بملعب محمد الخامس بالدار البيضاء، وثأر من خسارته أمامه (1-5) في نصف نهائي نسخة 2020، ليلحقه بضحاياه في هذه النسخة.
وحاز نهضة بركان لقب كأس الكونفيدرالية الأفريقية، بالفوز بركلات الترجيح من نقطة الجزاء (5-4 )على أورلاندو بيراتس الجنوب أفريقي، بعد التعادل (1-1) في الوقتين الأصلي والإضافي، وهو اللقب الثاني بعد لقب عام 2020، والسابع في تاريخ الكرة المغربية، لتتربع الكرة المغربية على عرش الأكثر تتويجاً، إضافة إلى مشاركة الوداد على أرضه في كأس العالم للأندية في شهر فبراير المقبل. والتقى الوداد البيضاوي ونهضة بركان على أرضية المجمع الرياضي مولاي عبد الله بالرباط على كأس السوبر الأفريقي، والذي فاز به بركان (2-صفر)، ليتوج باللقب للمرة الأولى في تاريخه، محققاً اللقب الخامس في تاريخ الكرة المغربية.
فريق الجيش الملكي هو الآخر تمكن من الحصول على لقب دوري أبطال غفريقيا للإناث، بينما تمكنت لبؤات الأطلس من بلوغ كأس العالم لأول مرة في تاريخ كرة القدم النسوية بالمغرب، بعد بلوغهم نهائي كأس إفريقيا للأمم التي أقيمت بالمغرب.