شهد ثمن بيع الدجاج في عدة مناطق بالمغرب تراجعا مختلفا، مما خلق استفسارا لدى المواطن حول أسباب هذا التراجع وهل هي مرتبطة بأنفلونزا الطيور التي توجد ببعض الدول الأوربية. وكشفت الجمعية الوطنية لمربي دجاج اللحم بالمغرب، عن الأسباب الكامنة وراء تراجع استهلاك الدجاج في المغرب وأسباب انخفاض الأثمان.
وقالت الجمعية في بلاغ توصلت به موقع "الأيام 24" إن سبب انخفاض ثمن الدجاج يعود إلى عدة أسباب والتي منها، غلاء المنتوج، وضعف المجازر الصناعية في امتصاص هذا الفائض، "كما كان موعودا به عند التوقيع على العقدتين الإطار، الأمر الذي يؤكد فشل مخطط المغرب الأخضر قطاع الدواجن".
وأضاف البلاغ، أن تراجع سعر الدجاج، يأتي في "الوقت الذي يشتكي مربون نفوق عدد من قطيع الدواجن، بسب غياب التتبع والمراقبة، وفق ما ينص عليه قانون 28_07، علما أن أوروبا تعيش وضع مقلق وغير مسبوق في نفوق الدواجن".
وأشار المصدر نفسه، إلى أنه بعد تشخصيها للوضع، تبن "أن الطلب على الدجاج في الأسواق المحلية متواضع وأقل من المعدل الطبيعي وهو ما أدى إلى وفرة في الإنتاج وانخفاض غير مسبوق في الأسعار، مع أن تكلفة الإنتاج بقيت ثابتة".
وأكدت الجمعية الوطنية لمربي دجاج اللحم بالمغرب، أن حجب أرقام إنتاج الكتاكيت على المربي الصغير والمتوسط، عمق الأزمة وزاد من الخسارة، مضيفة "رغم أن أسعار مواد إنتاجه، أي "تكلفة الإنتاج" لم تعرف أي تراجع على المستوى الوطني".
وأبرزت الجمعية، أن هذا "الأمر الذي كبد المربي خسارات كبيرة، هذا الذي "المربي"، كان ينتظر تدخل الحكومة لخفض تكلفة المواد المتدخلة في عملية الإنتاج، وضمان جودة هذه الأخيرة، بدءا من كتاكيت اليوم الأول إلى الأعلاف المركبة".
في الإطار ذاته، حملت الجمعية الوطنية لمربي دجاج اللحم بالمغرب، وزارة الفلاحة وباقي المؤسسات التي أوكل لها المشرع القيام بالمراقبة، مسؤولية هذه الخسائر التي تلاحق مربي الدجاج .
وطالبت الجمعية، بالتدخل العاجل للجهات المسؤولة، لإنقاذ المربي من هذا الاحتكار الذي يؤدي إلى هدر المنتوج وأيضا سيولة احتياطي العملة الصعبة، خصوصا وأن المواد المتداخلة في عملية الإنتاج لا يستفيد منها سوى الموردين والوسطاء في غياب حكامة جيدة.
كما أكدت الجمعية على ضرورة تعميم معلومات وأرقام إنتاج الكتاكيت الحقيقية من طرف المؤسسات التابعة لوزارة الفلاحة على المربي الصغير والمتوسط، لمنع تلاعب السماسرة في تسويق الكتاكيت خارج القانون الصحي 49-99.
واعتبرت الجمعية الوطنية لمربي دجاج اللحم بالمغرب، "هذا التجاهل وخفي المعلومات ما هو سوى عملية ممنهجة لخدمة لوبي القطاع".
من جهة أخرى، أكدت السلطات الصحية الأوروبية أن القارة تشهد منذ أكثر من عام موجة "إنفلونزا طيور هي الأكثر تدميرا" في تاريخها، حيث أدت إلى إعدام حوالي 50 مليونا من الطيور الداجنة في المزارع التي أصابها الوباء.
وتأثرت 37 دولة أوروبية بإنفلونزا الطيور بين أكتوبر 2021 وشتنبر 2022، وتم اكتشاف ما يقرب من 2500 بؤرة تفشي في مزارع القارة، وفق تقرير صادر عن الهيئة الأوروبية لسلامة الأغذية، والمركز الأوروبي للوقاية من الأمراض ومكافحتها، والمختبر المرجعي للاتحاد الأوروبي.
وقالت الهيئة الأوروبية لسلامة الأغذية إن الحصيلة لا تشمل عمليات الإعدام الوقائية للدجاج والبط والديك الرومي، التي نفّذت بالتزامن مع تفشي الفيروس، مضيفة أنه "لأول مرة" لم يكن هناك فصل واضح بين موجتين وبائيتين، إذ لم تتم السيطرة على الفيروس في الصيف.
وكان الوباء في هذا الخريف أكثر ضراوة من العام الماضي، فقد زاد عدد المزارع المتضررة بنسبة 35%، كما رُصد الفيروس أكثر من 600 مرة لدى طيور برية، لا سيما البط والبجع، ويقدّر التقرير أن ذلك أسهم ربما في انتشار الفيروس بين المزارع، كما تدرس السلطات الصحية إمكانية استخدام التطعيمات لوقف انتشار الفيروس.