Getty Images ارتفع عدد الوفود الممثلة لصناعة الوقود الأحفوري في قمة الأممالمتحدة للمناخ بنسبة 25 بالمئة، مقارنة بالقمة السابقة، بحسب تحليل حصلت عليه بي بي سي. وتوصلت منظمة "غلوبال ويتنيس"، المهتمة بشؤون الطبيعة وحماية كوكب الأرض، إلى أن أكثر من 600 شخص مرتبطين بصناعة الوقود الأحفوري متواجدون في قمة المناخ. وهذا ما يجعل عدد ممثلي تلك الصناعة المضرة بالبيئة، أكبر من أعداد وفود الدول العشر الأكثر تأثراً بالتغير المناخي، مجتمعة. ويُتوقع مشاركة حوالي 35 ألف شخص في قمة المناخ - كوب 27 - في منتجع شرم الشيخ المطل على البحر الأحمر. ولطالما اجتذبت هذه المؤتمرات أعداداً كبيرة من القائمين على صناعات الفحم والنفط والغاز، الذين يحرصون على التأثير على شكل النقاش. * مؤتمر المناخ 2022: "إشارة استغاثة" في مواجهة "وقائع الفوضى المناخية" * تغير المناخ 2022: هل يساهم الشباب في العالم العربي في الحد من الاحتباس الحراري؟ وفي قمة العام الماضي في غلاسكو، وجد تحليل مماثل لقوائم الحضور الرسمية مشاركة 503 مندوب مرتبط بصناعة الوقود الأحفوري، وارتفع الرقم هذا العام إلى 636. وقالت راتشيل روز جاكسون، من منظمة "كوربريت أكونتابيلتي": "يبدو كوب 27 وكأنه معرض تجاري لصناعة الوقود الأحفوري". وأضافت "نحن في دوامة من الجنون هنا عوضاً عن العمل المناخي. أجندة صناعة الوقود الأحفوري مميتة، فدافعهم هو الربح والجشع. إنهم ليسوا جادين بشأن العمل المناخي ولم ولن يكونوا أبداً". Getty Images تشارك الإمارات بوفد هو الأكبر في قمة المناخ كوب 27 وأحصى الباحثون عدد الأفراد المسجلين الذين كانوا إما مرتبطين مباشرة بشركات الوقود الأحفوري أو الحاضرين كأعضاء في الوفود الوطنية التي تعمل نيابة عن صناعة الوقود الأحفوري. وتظهر البيانات هذا العام، أن عدد جماعات الضغط المعنية بالوقود الأحفوري أكبر مقارنة بإجمالي المندوبين من الدول العشر الأكثر تضرراً من تغير المناخ، بما في ذلك باكستان وبنغلاديش وموزمبيق. ويعد وفد الإمارات العربية المتحدة أكبر وفد منفرد في قمة المناخ - كوب 27 - وهي الدولة التي ستستضيف كوب 28 العام المقبل. يتألف الوفد من 1070 شخصاً، بزيادة 170 عن العام الماضي، مع وجود نحو 70 ممثلاً مرتبطاً باستخراج الوقود الأحفوري. ويضم الوفد الروسي 33 عضواً من جماعات الضغط من أجل النفط والغاز، من أصل 150 عضواً. يقول الدكتور عمر فاروق إبراهيم، رئيس منظمة منتجي البترول الأفارقة، متحدثا إلى بي بي سي في كوب 27، "إن لم تكن على الطاولة فستكون على القائمة". وقال إنه يشارك من أجل التأثير على المفاوضين لدعم تطوير النفط والغاز في إفريقيا. وقال إن هناك 600 مليون شخص في أنحاء القارة لا يحصلون على الكهرباء. ويرفض ابراهيم الطرح القائل بأنه على أفريقيا التخلي عن احتياطاتها الكبيرة من النفط والغاز مقابل تكنولوجيا متجددة، وتمويل من الدول الأكثر ثراء. وأضاف إبراهيم لبي بي سي نيوز "لقد فشلنا في الماضي. ليس هناك ما يضمن أنهم لن يخذلونا مرة أخرى"، قائلاً إن مجموعته وآخرين يكافحون لإحداث تأثير على أعلى المستويات. وتابع: "أضمن لك، حتى لو دفعنا مقابل المشارك في هذا المؤتمر، فإنهم لن يسمحوا لنا بذلك لأنهم لا يريدون سماع الصوت الآخر". هناك بعض الأدلة التي تؤكد أن الحجج التي يقدمها المؤيدون للنفط والغاز تترك تأثيراً. وقد شهدت بعض الدول الأفريقية "تدافعاً نحو الغاز"، في الآونة الأخير، لحرص تلك الدول على استغلال مواردها مع تزايد الطلب عليها في أوروبا وأماكن أخرى. Getty Images أثارت كثافة حضور لوبي صناع الوقود الأحفوري غضب نشطاء البيئة السنغال واحدة من الدول الأفريقية التي تريد استغلال احتياطاتها من الغاز، المكتشفة حديثاً. وقال إيدي نيانغ من وفد السنغال: "المهم بالنسبة لنا هو كيف يمكننا استخدام هذه الموارد لتطوير بلدنا وتعزيز اقتصادنا وتصديره إلى الدول الناشئة والمتقدمة". لكن أصوات أخرى من بين الحاضرين، ترى أن الوضع المناخي أصبح الآن خطيراً للغاية، ولا ينبغي أن يكون هناك مكان في أي مؤتمر لأولئك الذين يدعمون الوقود الأحفوري. وقال فيليب جاكبور، وهو من نيجيريا ويعمل مع منظمة المشاركة العامة في إفريقيا: "إن كنت تريد معالجة الملاريا، فليس عليك أن تدعو البعوض". وقال لبي بي سي نيوز: "طالما أن لوبي الوقود الأحفوري ينشط على قدم وساق، فلن نحرز تقدماً".