أصابت سهرة مغني الراب المعروف ب"طوطو" البيت الداخلي لحكومة عزيز أخنوش بمزيد من التصدع وزادت في تعميق الهوة بين مختلف مكوناتها وأخرجت إلى العلن صراعا مضمرا أو حاولت القيادات إخفائه والنأي به بعيدا عن مركب الأغلبية. إذ لم يخف وزير العدل، والأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، عبد اللطيف وهبي، دفاعه عن وزير الثقافة، محمد المهدي بنسعيد، المنتمي إلى الحزب عينه، حيث اعتبر أنه لا يمكنه التحكم في تصريحات الفنانين، وذلك في رده على الانتقادات التي طالت الوزير المعني بعد جدل أحدثته السهرة المذكورة، وفي إشارة أخرى مبطّنة إلى عدم وقوف الحكومة مع الوزير المعني عندما قلّل من تصريح الناطق الرسمي باسم الحكومة، مصطفى بايتاس، برفض الأغلبية للمشاهد وكلام المغني وأن باتياس تحدث شخصيا إلى بنسعيد. وعلمت "الأيام 24" من مصادرها الخاصة، أن بنسعيد قرر إنهاء مهام اثنين من مستشاريه ينتمون لحزب الاصالة و المعاصرة، وذلك بعد الجدل الذي رافق مهرجان الرباط، وما تلى من ذلك من مطالب باستقالة الوزير.
وهبي مدافعا عن بنسعيد
من جهة أخرى ، أصدر المكتب السياسي لحزب الاصالة و المعاصرة ، بيانا أعلن فيه التضامن مع وزيره المهدي بنسعيد ، والذي لاقى انتقادات كبيرة جراء الحفلات التي ترعاها وزارته و استضافت فنانين مثيرين للجدل لعل أبرزهم الملقب ب"طوطو".
المكتب السياسي لحزب "الجرار"، نوه بما أسماه " حجم الأوراش الثقافية الهامة التي فتحتها وزارة الشباب والثقافة والتواصل، والتي نجحت في تنشيط الحياة الثقافية الوطنية ورفعت من وتيرة التأطير الثقافي وإحياء الموروثات الثقافية لبلادنا بعد سنوات من الجمود".
المكتب السياسي أكد على دعمه الكامل ل" توجه القطاع في الانفتاح على مضمون الثقافات المعاصرة، في استحضار حرية التعبير والإبداع، وفي احترام تام لعمق الأصالة المغربية". و استهجن المكتب السياسي للحزب ، ما وصفه ب" الحملة المغرضة والهجومات الغريبة التي تعرض لها وزير الشباب والثقافة والتواصل، محمد المهدي بنسعيد؛ والتي لن تثنيه ومختلف قيادات حزب الأصالة والمعاصرة، عن مواصلة عملهم وتنفيذ كامل التزاماتهم تجاه بلادنا وتجاه جميع المواطنات والمواطنين على أسس الوضوح والصدق التامين".
وهبي شدد على أن الفنان "طوطو" رغم كل شيء "شخص يؤثر في الملايين...شخص لديه 40 مليون متابع لفنه على الشبكات الاجتماعية". موضحا أن وزير الثقافة أراد تلبية رغبة الشباب في "طوطو"، وهو لا يتحمل مسؤولية ما سيقول هذا الفنان". مضيفا: "لم نعرف ما سيقول، مثل ما حدث مع تلك المغنية التي رقصت بلباس قصير في ظل حكم الإسلاميين"، مشيرا بذلك إلى حفل المغنية جينيفر لوبيز في مهرجان موازين عام 2015. قبل أن يزيد قائلا: "يبدو أن تلك المغنية قد أعجبتهم آنذاك، بينما لم يرق لهم "طوطو" الآن".
وأكد الوزير على أنه "لا يمكن أن نجلب فنانين، ونطلب منهم ما يقولون وما لا يقولون". ملحا على أنه "لا يمكن أن تحرر عقدا بذلك. لا يمكن أن نمارس الأبوية على الناس. ولا تعطوا للناس دروسا حول ما سيسمع أو ما لا يسمع". لكنه قال مستدركا "إن أقوال "طوطو" بشأن المخدرات خطأ وانزلاق"، بيد أنه لا يمكن تحميل وزير الثقافة مسؤولية ذلك. نافيا أن يكون أي عضو في ديوان وزير الثقافة قد راح ضحية الجدل الذي تلا تصريحات "طوطو"، مشددا على أن ما حدث "كان مشكلة صغيرة وجرى طيها، ولم تعن أبدا وقوع مشكلة بين أطراف الحكومة". وهبي : التعديل لن يطال وزراء البام
وبحسب مصادر "الأيام 24″، فعبداللطيف وهبي طمأن وزراء حزبه خلال اجتماع للمكتب السياسي أن التعديل الحكومي حال إجرائه لن يطال أعضاء "البام". حديث يأتي تماشيا مع خرجته الإعلامية التي أكد فيها أن حزبه لا يمانع في إجراء أي تعديل حكومي، ولو في اليوم الأول من عمر الحكومة، مضيفا أن رئيس الحكومة إذا ارتأى أن يقوم بهذا التعديل فبإمكانه ذلك.
واعتبر في حديث إذاعي أن"خروج حزب الأصالة والمعاصرة من الحكومة هو حلم البعض، لكن لن نخرج منها، ولن يخرجنا منها أحد، إلا إذا ارتأى رئيس الحكومة أن يقدم استقالته، أو يحل الملك هذه الحكومة".
وحول الخبر الذي أوردته صحيفة "جون أفريك"، قال وهبي: "لا يهزنا ما يقال"، مضيفا أن رئيس الحكومة لم يتحدث معه حول أي تعديل حكومي، كما أنه لم يستشر مع الأمنين العاميين للحزبين المشاركين في الحكومة، في هذا الموضوع. مضيفا أن الذين فشلوا في محاربته، هم الذين يروجون لهذا التعديل، مضيفا أن بقاءه في الحكومة أو خروجه منها لن يغير شيئا في التاريخ، نافيا معرفته بالجهة التي كانت وراء خبر "جون أفريك".