نجحت الدبلوماسية المغربية في اختراق واحدة من أهم دول شرق إفريقيا والحصول على موقف رسمي من الرئيس الجديد ويليام روتو داعم للوحدة الترابية للمملكة وقرار فوري بوقف التعامل مع جبهة البوليساريو وإغلاق تمثيليتها في البلاد، هذا التحول الكبير في موقف دولة تنتمي إلى منطقة كانت ولا تزال عصية على الرباط تقف وراءه المصلحة الاقتصادية بدرجة أولى. ففي البيان المشترك الذي نشره موقع وزارة الشؤون الخارجية نجد إشارة إلى أن البلدان "التزما بالارتقاء بعلاقاتهما الدبلوماسية الثنائية إلى مستوى شراكة استراتيجية في الأشهر الستة المقبلة"، وأن جمهورية كينيا تعهدت بفتح سفارتها بالرباط، وعلى إثر ذلك تم الاتفاق على التسريع الفوري للعلاقات الاقتصادية والتجارية والاجتماعية بين البلدين، ولاسيما في مجالات الصيد البحري والفلاحة والأمن الغذائي (استيراد الأسمدة)، ويتعلق الأمر أيضا بمجالات الصحة والسياحة والطاقات المتجددة والتعاون في المجال الأمني، فضلا عن التبادل الثقافي والديني وبين الأفراد، وفق نص البيان.
وبعد هذه البيان أجرى سفير المملكة بكينيا، عبد الرزاق لعسل، حوارا مع صحيفة "إيست أفريكان" الكينية، نشرته اليوم السبت، يقول فيه السفير : "إن المغرب الذي أعرب عن سعادته بالنموذج الاقتصادي للرئيس روتو، بمقدوره تقديم دعم كبير في مجال الأمن الغذائي، اعتبارا لكونه أكبر منتج للأسمدة في العالم"، وهنا يؤكد الدبلوماسي المغربي دور الفوسفاط كأداة دبلوماسية، علما أن الرئيس الجديد قد تعهد لشعبه بضمان توفير أسمدة بأسعار أرخص، ووعد بتحسين إنتاج الغذاء وضمان الأمن الغذائي على المدى الطويل وخفض أسعار المواد الغذائية بشكل فوري.
وبخصوص المجالات التي يمكن أن تشهد تعاونا مثمرا بين البلدين، استشهد السفير لعسل بقطاع السكن الاجتماعي حيث بمقدور المغرب تقاسم تجربته الناجحة في هذا المجال، مبرزا أن المملكة يمكن أن تستفيد، بالمقابل، من " الخبرة الكينية الواسعة في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، لا سيما في رقمنة القطاع البنكي".
وأبرزت الصحيفة أنه بإمكان كينيا استغلال المكاسب الهامة التي توفرها أسواق الشاي والقهوة بالمغرب، مضيفا أن نيروبي يمكن أن تستلهم أيضا من قطاع السياحة المغربي الذي يجذب 14 مليون سائح سنويا.