هل دخلت دول المغرب العربي منعرج التحالفات السياسية على حساب أخرى؟، هل قضى قيس سعيد الرئيس التونسي على آخر آمال بناء الوحدة المغاربية؟، هل تغرق تونسوالجزائر والمغرب وإسبانيا في مستقنع الاصطفافات يعد إقدام الرئيس قيس سعيد على استقبال إبراهيم غالي تحولًا كبيرًا في الدبلوماسية التونسية، إذ لم يسبق أن استقبلت تونس أي مسؤول ضمن جبهة البوليساريو، وهو ما أثار جدلًا كبيرًا داخل الأوساط السياسية والمدنية في تونس. في هذا الشأن، قال الوزير السابق والأمين العام لحزب التيار الديمقراطي غازي الشواشي: "بعد تدميره لمؤسسات الدولة التونسية وتعطيله لمسار الانتقال الديمقراطي واغتصابه لكل السلطات يتجه الآن نحو تدمير علاقاتنا مع الدول الشقيقة والصديقة والإضرار بمصالحنا الدبلوماسية والاقتصادية التي تربطنا بها". وأضاف الشواشي في جملة من التدوينات التي كتبها في هذا الصدد "جمهورية قيس سعيد تعترف "بجبهة البوليساريو الانفصالية" وتقر بذلك بمبدأ تقسيم المغرب الشقيق"، متسائلًا عن سبب وجود البوليساريو في تونس والحال أن اليابان منظمة القمة لا تعترف بها.
دائمًا ما كانت تونس تعتمد "الحياد" فيما يخص قضية الصحراء الغربية، فقد حرصت السلطات التونسية دائمًا على عدم الانزلاق وتبني أي موقف من القضية يمكن أن يسبب لها مشاكل سواء مع الجزائر أم المغرب، لكن مع قيس سعيد بدأ الأمر يختلف قليلًا وظهر ذلك في امتناع تونس في أكتوبر/تشرين الأول الماضي عن التصويت لمصلحة قرار مجلس الأمن الدولي القاضي بتمديد عمل بعثة الأممالمتحدة في الصحراء الغربية "مينورسو" لمدة سنة إضافية.
تعتبر قضية الصحراء الغربية المحدد الأبرز للسياسية الخارجية المغربية، باعتبارها القضية الوطنية الأولى للمغاربة، فرغم محاولة النظام التحرر شيئًا فشيئًا من ثقل هذه القضية لا سيما في تعاطي المملكة مع بعض الدول الإفريقية، تبقى قضية الصحراء جوهر فهم السياسية الخارجية للمملكة وتفاعلها مع العديد من القضايا الدولية، وقبل أيام قليلة تحدث الملك محمد السادس عن كون قضية الصحراء بوصلة محددة لنظرة المغرب صوب الخارج، ومحددًا رئيسيًا للعلاقات مع باقي بلدان العالم.