أرجع غازي الشواشي، وزير أملاك الدولة والشؤون العقارية التونسي السابق، والأمين لحزب التيار الديمقراطي، ثالث قوة في البرلمان التونسي بعد انتخابات 2019 التشريعية، استقبال الرئيس التونسي قيس سعيد لزعيم جبهة "البوليساريو"، إبراهيم غالي، اليوم الجمعة بمطار قرطاج، على هامش استدعائه للمشاركة منتدى التعاون الياباني الإفريقي، إلى "مقارباته العبثية الضارة بمصالح تونس". وقال الشواشي إن ما قام به الرئيس سعيد كان مفاجئا للتونسيين وللطبقة السياسية في البلاد، وهو إعلان منه عن التخلي عن الموقف التقليدي للدولة التونسية المتبنى منذ سنوات، والذي يتمثل في الحياد الإيجابي، واعتبار ملف الصحراء قضية مغربية – مغربية، مستغربا اتجاه سعيد إلى موقف داعم لكيان انفصالي ولتقسيم بلد مغاربي. ووفق الوزير السابق في حكومة إلياس الفخفاخ، فإن تونس باعتبارها جزءا من المنطقة المغاربية، كانت دائما ضد تقسيم المغرب أو أي دولة مغاربية أو عربية أخرى، مبرزا أن هذا المبدأ منصوص عليه في الدستور التونسي لما بعد ثورة 2011 وحتى الدستور الحالي الذي "فرضه" سعيد، ما يعني أن الرئيس الحالي يناقض الموقف التاريخي للدولة التونسية. واعتبر الشواشي أن سعيد قرر تغيير هذا الموقف إلى موقف معادٍ للمغرب بشكل صريح، وداعم لتفتيت هذا البلد البلد المغاربي، موردا "هذا ما لا يمكن أن نتقبله، لأن الملف يعني المغرب وحله يلزمه وحده، وهو يرفض جبهة البوليساريو الانفصالية، لذلك لا يمكن لتونس أن تمد لها يدها"، مشيرا إلى أن استقبال زعيم الجبهة في إطار منتدى التعاون الياباني الإفريقي ليس مبررا لما حدث. وشدد وزير أملاك الدولة والشؤون العقارية السابق، على أن المنتدى يستقبل الدول قائمة الذات ذات الاعتراف الدولي الصريح والوضع السياسي الواضح، بينما "الجمهورية" التي تمثلها البوليساريو لا تحظى بهذا الاعتراف، بل إن اليابان نفسها لا تعترف بها، خالصا إلى أن الأمر يتعلق بموقف مقصود من قيس سعيد، والذي يعلم أن أغلبية الشعب التونسي لا يتقبله. الشواشي، الذي تمنى ألا تؤثر هذه الواقعة على علاقات التونسيين بالمغرب، الذي وصفه بالبلد الشقيق، قال إن سعيد اختار خلق أزمة لا مصلحة فيها للشعب التونسي ولا للدولة التونسية، موردا "لا مصلحة لنا في دعم جبهة البوليساريو ولا مكاسب لنا من استقبال زعيمها، بل إن هذا الأمر سيجلب لنا أضرارا أكبر بكثير من المصالح التي قد يتوقعها سعيد". وأوضح السياسي والمحامي التونسي أن الطريقة التي استقبل بها سعيد زعيم البوليساريو، ونصب علم الجبهة إلى جانب العلم التونسي يدعو إلى الاستغراب ولا يمكن قبوله، واصفا الأمر بأنه "خطأ دبلوماسي جسيم في حق نفسه كرئيس للجمهورية وفي حق الدولة التونسية وفي حق الشعب التونسي"، مشددا على أن الإطارات السياسية في تونس مقتنعة بأن الدخول في أزمة مع المغرب بسبب قضية الصحراء أمر خاطئ. واستبعد الشواشي أن يكون دافع سعيد هو تعرضه لضغوط من الجزائر، معتبرا أن هذا الأمر لو صح كان يمكن أن تخضع له تونس خلال السنوات الماضية، لكنه تحدث عن الطريقة التي يرى بها قيس سعيد نفسه، موردا "عندما نتابع خطاباته نسمعه يتحدث عن مقاربات جديدة صدامية حتى مع الدول العربية، ويرى نفسه حاملا لمشروع أممي جديد"، وأضاف "الأمر يتعلق بمقاربات عبثية لا تراعي مصالحنا الوطنية والدبلوماسية والإقليمية".