خلال اللقاء الصحفي الذي عقده أمس الخميس الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون رفقة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بمناسبة الزيارة التي يقوم بها إلى الجزائر وتستمر حتى يوم غد السبت، حاول تبون مرة أخرى إقحام موضوع الصحراء ضمن أجندة المباحثات التي أجراها مع ماكرون في أول أيام الزيارة، لكن ماكرون جاء رده سريعا وعلى نفس المنصة الصحفية عندما "فضحه" على المباشر ونفى جملة وتفصيلا أن تكون الصحراء ضمن أجندة هذه الزيارة.
تبون الذي لا يفوت أي فرصة من أجل الحديث عن هذا الملف الذي يبدو أنه أصبح بمثابة كابوس وعقدة لحكام الجزائر، قال أنه تباحث مع ماكرون في مجموعة من القضايا ذات الأهمية لراهنيتها، خاصة الأوضاع السياسية ذات والأمنية ذات الاهتمام المشترك على الصعيدين الإقليمي والدولي كما تم من خلالها تبادل وجهات النظر حول عديد من القضايا الهامة بالنسبة للبلدين خصوصا الأوضاع في ليبيا ومالي والصحراء، والتي تستدعي تظافر الجهود بين الجانبين.
ماكرون عندما أخذ الكلمة قال أنه سيكون سريعا من أجل تلخيص كل ما جرى بينه وبين الرئيس تبون وقال أنهما تباحثا في موضوع الاستقرار بالمنطقة، خاصة وأنه للأسف هناك العديد من الأزمات والملفات التي تحظى بالأولوية مثل ملفات الساحل ومالي متوجها بالشكر لتبون على دعمه لحل موضوع مالي وتوقيع اتفاقية سلام، ليؤكد أن الزيارة كانت أيضا مناسبة لتعزيز التعاون من أجل محاربة الإرهاب والجريمة التي تؤدي إلى عدم الاستقرار… وهنا انتهى كلام ماكرون الذي لم يتطرق لأي حديث حول موضوع الصحراء وهو ما يجعلنا نتساءل مرة أخرى حول لجوء النظام الجزائري إلى الكذب في كل مناسبة والادعاء بما لم يكن، خاصة وأن هذا النظام كان يتطلع إلى استغلال ماكرون من أجل انتزاع موقف فرنسي بخصوص هذا الملف، لمن يبدو أن إيمانويل ماكرون كان أذكى كثيرا من تبون عندما تفادى الحديث عن هذا الملف وأسقطه من أجندة المباحثات حتى لا يزيد الوضع توترا مع المغرب خاصة في ظل الأزمة التي تمر منها العلاقات بين الرباط وباريس، ما جعله يوقع على فضيحة كبرى ساهم فيها تبون مرة أخرى وجعلته أضحوكة أمام العالم.