وصل وزير الخارجية الفرنسي جون ايف لودريان الاثنين إلى الجزائر في زيارة قصيرة ضمن جولة تشمل كلا من موريتانيا والسنغال، دون أن تشمل لقاء مع الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة. وبحسب بيان للخارجية الفرنسية، لم يدرج أي لقاء بين الوزير الفرنسي والرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة حيث التقى لودريان فقط في أول زيارة له للجزائر منذ تولي الرئيس الفرنسي الجديد امانويل ماكرون السلطة، رئيس الوزراء الجزائري عبدالمجيد تبون ووزير الخارجية عبد القادر مساهل.
كما تأتي الزيارة بعيد اقالة بوتفليقة لحكومة عبدالمالك سلال الذي يعتقد أنه يجري تحضيره لخوض الانتخابات الرئاسية القادمة كمرشح لحزب جبهة التحرير الوطني، وهو سيناريو غير مستبعد، بحسب متابعين للشأن الجزائري.
ولم يتضح ما اذا كان عدم لقاء الرئيس الجزائري بالوزير الفرنسي يعود لأسباب سياسية أم صحية، لكن تقارير صحفية محلية أشارت إلى أن جون ايف لودريان لا يحمل معه أي جديد بالنسبة للجزائر مقابل الامتيازات الاقتصادية التي حصل عليها المغرب من فرنسا.
كما أن الرئيس الفرنسي الجديد سيزور المغرب قريبا فيما لم يتضح بعد ما اذا كان سيزور الجزائر أم لا.
وقد يكون عدم استقبال بوتفليقة للوزير الفرنسي راجع لهذا السبب وتعبيرا عن غضب جزائري في ظل اعتقاد قوي بأن فرنسا أصبحت تعطي أولوية أكبر للشريك المغربي على حساب الشريك الجزائري وهو شريك تقليدي كان يرتبط باتفاقيات تجارية واقتصادية مهمة مع فرنسا.
وكانت الخارجية الجزائرية أوضحت في بيان الأحد أن الزيارة "تندرج في اطار علاقات التشاور التقليدية المنتظمة القائمة بين البلدين الذين تربطهما علاقات قوية و متنوعة". وأضاف البيان أن وزير الخارجية الجزائري سيقوم مع نظيره الفرنسي ب"تقييم لتقدم العديد من المشاريع و الملفات المرتبطة بالتعاون الثنائي" إلى جانب بحث القضايا الاقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك خاصة الوضع في ليبيا و في مالي ومسائل مرتبطة بالأمن وبمكافحة الارهاب.
ويقول المحلل السياسي الجزائري أرزقي فراد إن زيارة لودريان إلى الجزائر لا تحمل الكثير من المفاجآت بالنسبة للطرف الجزائري في الشق الاقتصادي، مقارنة بالامتيازات التي تحصل عليها بالمغرب.
ونقلت صحيفة الفجر الجزائرية عن فراد قوله إن كل ما يحمله لودريان يتعلق فقط بالملف الأمني ومكافحة الإرهاب الذي لا تزال الجزائر تقدم بشأنه الكثير من الدعم للطرف الفرنسي في منطقة الساحل.
وتابع أن قدوم لودريان يأتي على الأرجح تحضيرا لزيارة مرتقبة سيقوم بها الرئيس الفرنسي للجزائر.
وأكد المحلل السياسي الجزائري أنه لا توجد استثمارات ومشاريع فرنسية مهمة في الجزائر مقارنة بحجم الاستثمارات التي ضختها باريس في المغرب وعدد المشاريع الكبرى ومنها مصنع رونو على خلاف مصنع التركيب المتواجد بالجزائر.
قضايا أمنية
وأكد وزيرا خارجية الجزائروفرنسا الثلاثاء أن البلدين سيعملان على تعزيز علاقاتهما "في جميع القطاعات" خاصة في مجال مكافحة الارهاب، كما سيوحدان جهودهما من أجل التوصل إلى حل سياسي في ليبيا.
وقال لودريان اثر لقاء عقده مع نظيره الجزائري عبدالقادر مساهل في الجزائر العاصمة إنهما أجريا "محادثات معمقة جدا حول الأوضاع الدولية والاقليمية مع التركيز على محور مكافحة الارهاب".
وبخصوص ليبيا أوضح لودريان أن البلدين يأملان "الوصول إلى حل سياسي بأسرع وقت ممكن"، مضيفا "اتفقنا على توحيد جهودنا للوصول إى حل سياسي شامل"، الأمر الذي ركز عليه أيضا الوزير الجزائري.
وتأتي زيارة لودريان إلى الجزائر في اطار جولة يقوم بها الوزير الفرنسي لإقناع أطراف النزاع الليبيين بالعمل على التوصل إلى حل سلمي.
وسبق أن زار لودريان تونس والقاهرة على أن يعقد قريبا اتصالات إضافية مع مسؤولين اماراتيين وروس.
وتطرق الوزيران أيضا الى الوضع في منطقة الساحل الافريقية وخاصة في مالي، حيث أكد لودريان أن هناك "ارادة مشتركة من أجل تطبيق اتفاق الجزائر التي نتمسك به كثيرا. هذه هي الوسيلة الوحيدة لمحاربة الارهاب".
ومنذ توقيع اتفاق السلام في مالي في 2015 بعد محادثات طويلة بالجزائر التي لعبت دور الوسيط في الأزمة بفعل ارتباطها بالعديد من أطراف النزاع، لم تطبق بعد كامل البنود ما جعل فرنسا تعبر في كل مرة عن قلقها من هذا التباطؤ.
وذكر مساهل ب"ايجابيات الاتفاق" مثل انشاء هيئة دائمة للحوار بين الماليين وبدء الدوريات المشتركة وعودة السلطات المحلية إلى شمال البلاد.
وأعاد الوزير الجزائري التذكير مرة أخرى بأن "الهدف الأساسي هو محاربة الارهاب".
وذكر لودريان أن الرئيس الفرنسي الجديد ايمانويل ماكرون الذي يزور المغرب الأربعاء، يأمل في أن يزور الجزائر "في أقرب وقت ممكن".