في خطاب سياسي ليس بجديد على الدبلوماسية الجزائرية، حيث جددت الأخيرة رفضها الشديد لمقترح الحكم الذاتي الذي يطرحه المغرب لإنهاء النزاع المفتعل بالصحراء المغربية، وذلك على هامش ما عرفه الملف من انعطاف حاسم جر معه دعما للمغرب في قضيته الوطنية سواء على المستوى الأوروبي أو الأفريقي أو العربي، ما حاصر رواية البوليساريو ومعها الجزائر التي تلعب أوراق ضغطها الدبلوماسية في الملف. في السياق وجه مندوب الجزائر لدى الأممالمتحدة، نذير العرباوي، رسالة إلى مجلس الأمن نشرها الأخير تتضمن سرداً للموقف الجزائري وما تعتبره الرسالة، حقائق تخص المسار التاريخي لقضية الصحراء المغربية، واصفة مقترح الحكم الذاتي بأنه "محاولة لفرض الأمر الواقع في ظل وهم الحل السياسي المقترح".
وحذر السفير الجزائري بأن مضمون وأسس وأهداف ما يسمى بالحكم الذاتي في الصحراء المغربية قد "شكل سابقة خطيرة تهدد أساس الشرعية الدولية وميثاق الأممالمتحدة".
ووصف المسؤول الجزائري في رسالته ، بأن مقترح الحكم الذاتي وإضفاء الشرعية عليه من قبل المجتمع الدولي، يزكي الطرح المغربي في السيطرة على الأقاليم الجنوبية.
المواقف الجزائرية الأخيرة، تؤكد وفق مراقبين أن الدبلوماسية المغربية في موقع قوة، بعدما أثمرت تحركاتها في الفترة الأخيرة، مزيداً من المواقف الدولية المؤيدة لوحدة المملكة الترابية ولمقترح الحكم الذاتي لحل النزاع.
وأوضح سفير الجزائر لدى الأممالمتحدة أن بلاده ليست طرفاً في النزاع المفتعل، متهما المغرب "بمحاولة صرف قضية الصحراء عن حقائقها التاريخية وتضليل المجتمع الدولي بتصريحات كاذبة وهجمات لا أساس لها من الصحة ضد الجزائر، من أجل تحقيق مكاسب لما يسمى بخطة الحكم الذاتي كحل وحيد في الصحراء".
وبينما الجزائر تنفي أية علاقة بالملف، كان النظام الجزائري قد اتخد خطوات تصعيدية مباشرة بعدما أعلنت الحكومة الاسبانية دعمها لمفترح الحكم الذاتي في الصحراء المغربية، ما دعاها إلى سحب سفيرها من مدريد وتعليق معاهدات التعاون مع اسبانيا وتهديد بقطع أنبوب الغاز.