دخلت روسيا بقوة بورقتها الرابحة، "الغاز"، حيث تفوق موسكو على الجزائر في تسويق الغاز وبحث موردين جدد واستغلال حالة الحرب في تأثيرها على سوق الغاز العالمي، إلى جانب توظيف حالة التوتر الإسباني الجزائري، لبسط سيظرة في تسويق الغاز وإبعاد بشكل ضمني ورقة الغاز الجزائري الذي يستعمله النظام السياسي بالجزائر لتحقيق مكاسب دبلوماسية. في خضم ذلك، اتجهت حكومة مدريد إلى واشنطن لبحث واردتها من الغاز وربطت اتصالات دبلوماسية مع روسيا لتعويض الغاز الجزائري، الذي اختارت الأخيرة تحويل اهتمامها إلى إيطاليا ضد ما اعتبرته تغير في موقف مدريد في قضية الصحراء المغربية.
أرقام رسمية أوردتها وسائل إعلام اسبانية، كشفت أن واردات الغاز الخاصة بشهر يونيو الأخير المتعلقة بكميات الغاز الروسي تفوقت لأول مرة على نظيرتها الجزائرية، فقد اقتنت مدريد شحنات لإنتاج الكهرباء بما يعادل 8752 جيغاوات في الساعة من موسكو، في مقابل 7763 جيغاوات في الساعة من الجزائ.
وأصبح الغاز الروسي يمثل 24,4 في المائة من إجمالي إمدادات هذه المادة في السوق الإسباني، في حين اكتفت الجزائر ب21,6 في المائة على الرغم من استمرار أنبوب الغاز المتوسطي الرابط مباشرة بين البلدين في العمل.
في المقابل أضحت الولاياتالمتحدة المصدر الأول للغاز الواصل إلى إسبانيا بما نسبته 43,3 في المائة، حيث ارتفعت الكميات القادمة عبر السفن خلال الأشهر الأربعة الأولى من العام بحوالي 77 في المائة مقابل انخفاض الغاز الوارد عبر الأنبوب الجزائري بأكثر من 48 في المائة
يذكر أن الجزائر هددت في مناسبات كثيرة الجانب الإسباني بوقف إمدادتها من الغاز إلى مدريد بسبب موقف مدريد الجديد من ملف الصحراء، إلى العلاقات المتميزة التي باتت تطبع سماء الرباطومدريد منذ مارس الماضي، ما أدى إلى استيراد المغرب للغاز عبر إسبانيا حيث شكك الجزائريون في أن يكون الأمر مُتعلقا بعملية إعادة البيع قبل أن تنفي مدريد ذلك رسميا، وأيضا بعد تحذيرات من الاتحاد الأوروبي دفعت الجزائر إلى إعلان وفائها بالتزاماتها التعاقدية مع الإسبان.